في الوقت الذي تبدو فيه فكرة العيش على سطح القمر شكلاً من أشكال الخيال العلمي، تتسابق العديد من وكالات الفضاء، بما في ذلك ناسا ومؤسسة روس كوسموس، لجعل الأمر حقيقة واقعة.
وكشف أحد العلماء عما يُعتقد أنه يمكن أن تبدو عليه المدن القمرية خلال الـ150 عامًا القادمة، وذلك في مشروع أُطلق عليه اسم «مونتوبيا».
وتعاون البروفيسور لويس دارتنيل، خبير الاتصالات العلمية في جامعة ويستمنستر، مع شركة «هيلاريز» البريطانية لجعل فرضيته ترى النور، وقال: «مع تقدمنا في فهم الفضاء تصبح فرصة بدء عالم جديد أكثر احتمالاً». وأضاف: «الانتقال إلى منزل أو إلى بلد آخر أمرٌ مثير بالفعل بشكل لا يصدق؛ فتخيل كيف سيكون الانتقال إلى موطن مختلف تمامًا».
ويقترح البروفيسور دارتنيل أن تُبنى المنازل على سطح القمر بشكل أنابيب ضخمة داخل الفوهات القمرية الناتجة من الانفجارات البركانية. ويُعتقد أن السكان سيتنقلون داخلها باستخدام الدراجات أو سيرًا على الأقدام، وسيتجولون بحرية داخلها باستخدام بزات الفضاء.
ويمكن أن يكون للمدينة القمرية بحيرات وحدائق وملاعب كرة سلة وغيرها.. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو رائعًا حتى الآن إلا أن العيش في «مونتوبيا» قد يمثل صراعًا حقيقيًّا فيما يتعلق بالغذاء؛ إذ أوضحت شركة هيلاريز: «من دون وجود مساحة لمزارع الحيوانات يجب تحضير اللحم الصناعي في المختبرات، ويجب إنشاء مَزارع مائية لإنتاج الفاكهة والخضراوات».
وتشمل التحديات الرئيسية الأخرى التكيُّف مع درجات الحرارة على سطح القمر؛ ففي ضوء الشمس المباشر يمكن أن تصل حرارة القمر إلى 100 درجة مئوية، بينما في الليل يمكن أن تنخفض إلى 170 درجة مئوية تحت الصفر.
ولحسن الحظ، فإن العيش داخل أنابيب الحمم البركانية سيسمح للمستعمرين بالتحكم في درجة الحرارة الداخلية بسهولة. وفي حين أن رؤية البروفيسور دارتنيل تستند فقط إلى التكهنات، يمكن أن تصبح المدن القمرية حقيقة في المستقبل غير البعيد؛ إذ إنه في عام 2016 أعلنت روسيا خططًا لبناء مستعمرة بشرية على سطح القمر بحلول عام 2030، بينما تخطط ناسا لإنشاء موقع استيطاني قمري في عام 2028.