مهدي العبار العنزي
لا أحد ينكر على الإطلاق ما يتمتع به أبناء هذا الوطن جميعًا من سجايا حميدة واستقامة فريدة ومحبة للأرض التي أنجبت الأخيار ومن خلالها انطلقوا إلى أقصى بقاع الدنيا فاتحين وموحدين حافظين كلمة الحق ورافعين راية التوحيد خفاقة تعانق السماء، كان آخر أولئك الأفذاذ
ومن أبرز أولئك الأبطال الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه- الذي كانت له قصة مع البطولات ومع الصبر ومع الإصرار والعزيمة ومع استعادة الحقوق لبسط العدل والمساواة في جزيرة مترامية الأطراف متباعدة الأماكن سكانها سالب ومسلوب وبين غازي ومغزو عليه، هذا الذي كان عليه حال أبناء هذه الجزيرة قبل التوحيد، عبدالعزيز انطلق من الكويت بعد أن ودع الشيخ مبارك الصباح -رحمه الله- الذي دعا له بالتوفيق والفأل الحسن وسار معه رجال نذروا أنفسهم بأن يكونوا جنودًا مخلصين لتنفيذ أوامره وطاعته في السراء والضراء وجاء إلى الرياض..
جاها معه من صفوة القوم ستين
مثل الحرار وقادهم طير حوران
مستبشرين وبالولي مستجيرين
متسلحين بمعرفة خمس الأركان
وهناك في قلب الحدث في الرياض وصلوا إلى المكان المحدد ووصل معه رجاله الأبطال ثم بدأت القصة
أولى ملاحم البطولة والنقطة الأولى للانطلاق بثبات ورجولة وشجاعة وبإيمان صادق وجاء الخبر اليقين عبدالعزيز ورجاله في الرياض وكانت الصولة..
صولةٍ حلة على الشر ورموبه
وانتهى حلمه ومن سن انتدابه
وتباشر أهل الرياض بمقدم البطل
وارتفعت الأصوات مستبشرة منتصرة
ارتفع صوت المنادي واجهروبه
الله أكبر منبر الحق اعتلابه
واستلم عبد العزيز وآمنوا به
ردوها راعي العوجا هلابه
وبدأت العرضات وبدأ الشعراء من أهل الرياض يصيغون الملاحم الشعري ترحيبًا بمقدم وجه الخير وبدأ الأمن يخيم على سماء الرياض وتنفس أهلها السعادة والحرية وغمرهم الفرح.
كان هناك في الرياض أسر متحضرة يكفيهم فخرًا أنهم أول من استقبل الملك عبدالعزيز وأول من ناصره لاستعادة ملك الآباء والأجداد كان ذلك في عام 1319 هـ أهل الرياض يتمتعون بالقيم والفضائل والإخلاص والوفاء، نوجه لهم تحية إكبار وإجلال وتقدير ورحم الله أولئك الأبطال من أهالي عاصمة الحب والوفاء الذين كان لهم دور مؤثر وبارز في تجهيز الجيش الذي قاده عبدالعزيز ليواصل المشوار نحو تحقيق الهدف السامي والغاية النبيلة المتمثلة ببسط العدل والمساواة وحقن الدماء مدة 32 عامًا، نعم..
واصل فتوحاته اثنين وثلاثين
أعوام ما فيها تخاذل ولا خان
اعترف أن أهل الرياض حفظهم الله ليسوا بحاجة إلى هذا المقال وليسوا بحاجة إلى شهادة مني ولكنها الحقيقة الساطعة كالشمس التي لا تحجب بغربال ونقولها للتاريخ ونقولها للأجيال الذين قد يجهلهم هذا الأمر والله من وراء القصد وهو المستعان.