د. خيرية السقاف
يحتفي اليوم الوطن بذكرى البيعة..
تشريع رباني فيه من الحكمة أعمقها، ومن الوثاق أمتنه، وأشده قوة، واستشرافًا..
وهي بيعة صادقة، ورضية، ومفعمة بالسرور، والطمأنينة، والحب..
درج عليها الوطن مذ تأسس، حتى ترأَّس..
تأسس على يد عبد العزيز بن عبد الرحمن..
وترأَّس على يد سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن..
ويركض في عجلة نمائه، ورفعته، وتطوره، وتوطيد أبنيته بطموح هذا الشاب، قدوة الشباب، ولي عهده، المنجِز الفاعل، المتطلع البالغ منجَزَه، بوعي العزم، وعزيمة الرغبة، ويقين الثقة..
خمس سنوات والبيعة وطنٌ بكل ذراته، وأنفاسه، وقلوبه، وطاعتها، وولائها، وانتمائها، ومحبتها...
خمسٌ مضين كخمسين في المنجز، وفي السعة، وفي الإضافة، وفي الانبعاث، وفي الهمة، وفي التغيير، وفي التطوير، وفي التمكين، وفي الإمساك بخيوط الفلاح، والسير على خريطة النجاح..
جغرافيا الشمول، من شمال السور لجنوبه، ومن شرق الحزام لغربه، وطنٌ لا ثغرة في جدار محبته، وتعاضده، وفدائه، وروابطه، ولُحمته..
خمسٌ ، وقد علا صيت البلاد بمشاريعها العملاقة، ورؤيتها البثَّاقة، ومواردها البتول، وقواعدها الراسخة، وإمكاناتها المتزايدة، وعقلها المدبر، وحكمتها البيّنة، وخططها المدروسة، ومساعيها الحثيثة، ومواقفها الناصعة، وعدلها الجلي، وبنائها المتين، وقواعدها المتجذرة، ومكانتها الرفيعة، وملاذها الآمن، وصدرها الوسيع، وإمامتها الشاسعة..
خمسٌ مشرقةٌ، وقد تمكّن الإنسان فيها، واتخذ سبيله للنقاء فالعطاء، وللسعي فالإنجاز، وللحرية فالضبط، وللثقة فالحفاظ..
فيهن: تمكنت المرأة من ذاتها، وأشرعت لها الأبواب بالثقة فيها، وأخذت الزوايا في المؤسسات المجتمعية للتطهر من دكن أغبرة الفساد، وإحلال جداول العطاء في صفاء..
فيهن: العدالة وضوح، ونفاذ في مرأى، ومسمع، لا تخفى جوانبها عن ثمة من يسعى..
وفيهن: الاستثمار في الإنسان مضى بعيدًا متجذرًا، ونائفًا؛ فالمواهب تتفجر، والصغير يكبر، والكبير يثبت، ويتطور، والعقل موقد يضطرم، والقلب يبهج ويسر، والمجتمع يفسح لكل جناح أن يحلق، ولكل قدم أن تخطو، ولكل عقل أن يبتكر..
بوتقة الاستثمار ليست فقط خزانة مال، بل مستودع أفكار..
وفيهن: كل مفاصل الحياة في الوطن تنبض مشرقة كما يتنفس الصبح، ويولج الليل فيه..
وكل نبضة في جسدٍ يتحرك تخفقُ مفعمةً للعمل، وللعطاء، وللاستثمار، وللإنجاز، وللتطور على جميع الصعد، وفي أي الاتجاهات..
فيهن: بُعِثَ الشباب ليكونوا الأعضاد، والسواعد، البنائين..
فالبناء فوق الكتوف، والعزيمة تتقد في الجوف..
بيعةٌ جمعية عارمة بالحب..
مضمخة بالشكر، فواحة بالوعد..
مفعمة بالوفاء، والحب، والفداء..
حفظ الله سلمانَ، وأدامه، ووفق الله محمدًا وأعانه، لمزيد من المنجزات، والبشرى، والمسرات..
وحفظ ما فوق الثرى، وما تحته منعمين بالبهجة، والتوفيق، والسلام..