الجزيرة - الاقتصاد:
مع حلول الذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- تتوالى مسيرة الإنجازات والقفزات النوعية التي تحققها المملكة بسواعد أبنائها وخبراتهم، بدعم وتشجيع القيادة الرشيدة التي جعلت تنمية المكان والإنسان في رأس أولوياتها وخططها الاستراتيجية، وأصبحت المملكة وجهة رئيسية للاستثمار في الشرق الأوسط، بفضل الإصلاحات الجارية منذ سنوات لتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، وقفزت الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 3.2 مليار دولار في 2018 مقارنة بـ1.5 مليار دولار في العام الذي سبقه.
ارتفاع حجم التبادل التجاري
الإصلاحات الهيكلية، ووضع مناخ استثماري جاذب قاد لارتفاع حجم التبادل التجاري بين المملكة ودول العالم في 2018م إلى ما يزيد على 1.6 ترليون ريال وذلك بارتفاع بنسبة 21.1 في المئة عن العام السابق، ووصلت الصادرات السعودية إلى نحو 200 دولة حول العالم، وانخفض معدل البطالة لإجمالي السكان (15 سنة فأكثر) إلى 5.7 في المئة في الربع الأول من عام 2019، مقارنة بـ 6.0 في المئة في الربع الرابع من 2018، وبلغ معدل البطالة بين الذكور 2.8 في المئة وبين الإناث 21.0 في المئة. فيما انخفض معدل البطالة بين السعوديين (15 سنة فأكثر) إلى 12.5 في المئة في الربع الأول من عام 2019، مقارنة بـ 12.7 في المئة من نفس الفترة في العام 2018، وجميعاً مؤشرات تبين ريادة هذه البلاد وقيادتها الرشيدة.
تنامي الصادرات السعودية
فيما ارتفع الإنفاق الحكومي على المشاريع بنسبة 27 في المئة وذلك بنهاية الربع الثاني من 2019م مقارنة بنفس الفترة من عام 2018م. وفي المملكة 2300 شركة مسجلة حتى الآن لدي هيئة الصادرات السعودية، فيما وصلت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى نحو 30 مليار ريال خلال العام الماضي، ووصل حجم تمويل الشركات المصدرة من هيئة الصادرات السعودية إلى 3 مليارات ريال، وهو ما دفع المملكة لتكون دولة رائدة في محيطها العربي والإسلامي والدولي.
ارتفاع الحساب الجاري للدولة
ودخلت المملكة مرحلة جديدة بعد إنفاذ رؤية 2030 التي استندت إلى عبقرية تنوع الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات الخارجية بتهيئة المناخ الاستثماري المنافس، وهو الأمر الذي أهل المملكة لاحتلال مرتبة متقدمة بين الدول في هذا الخصوص، وتصبح رقماً لا يمكن تجاوزه.
ومن دلائل نجاح السياسات السارية حالياً أن الناتج المحلي سجل في الربع الأول لعام 2019م ارتفاعا قدره 1.66 في المئة، حيث ارتفع القطاع النفطي 1.04 في المئة، وارتفع القطاع غير النفطي 2.1 في المئة (القطاع الحكومي 1.7 في المئة أما القطاع الخاص 2.3 في المئة)، فيما ارتفع الاحتياطي العام للدولة بمقدار 12.32 مليار وذلك خلال الفترة من شهر يناير 2019م وحتى يونيو 2019م وحقق نموا يقدر 2 في المئة. كما ارتفع الحساب الجاري للدولة بمقدار 44.32 مليار ريال وذلك خلال الفترة من شهر يناير 2019م وحتى يونيو 2019م وحقق نموا يقدر بـ 79 في المئة.
ارتفاع حجم التمويل العقاري
وتدعونا هذه المناسبة الغالية إلى المضي قدماً على نهج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القائد المحنك الملهم الذي شملت إدارته الحكيمة كافة مناحي الحياة ونحن نعيش اليوم مسيرة التطور والنماء والرخاء، وما حققته المملكة اليوم ما هو إلا ترجمة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإخوانه الذين سبقوه في قيادة هذه البلاد مما يؤكد عزم القيادة الرشيدة على مواصلة مسيرة البناء والتقدم لتحقيق العزة والرخاء لجميع أبناء الشعب السعودي.
وقد أصدرت مؤسسة النقد العربي السعودي في مايو 2018 تعليمات جديدة إلزامية للبنوك والمصارف وشركات التمويل العقاري العاملة في المملكة لتقديم التمويل العقاري للأفراد وقد أسفرت في عام 2019 عن ارتفاع حجم التمويل العقاري السكني الجديد المقدم للأفراد من المصارف إلى 29.13 مليار ريال خلال النصف الأول 2019، بارتفاع قدره 150 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام 2018 حيث بلغ 11.66 مليار ريال.
كما ارتفع إجمالي العقود التي تم إبرامها بين المصارف والأفراد خلال شهر يونيو 2019 نحو 9122 عقدًا بزيادة قدرها 445 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام 2018. وبخصوص التمويل العقاري السكني الجديد المقدم للأفراد من شركات التمويل، فقد بلغ خلال شهر يونيو من 2019م بمقدار 311 مليون ريال بزيادة قدرها 191 في المئة مقارنة بنفس الفترة من 2018.
ارتفاع الإيرادات النفطية
ونحن نحتفل بهذه المناسبة الغالية التي تطل علينا كل عام، فإنها تجدد فينا الوفاء والفخر والاعتزاز بهذا الوطن العظيم وقيادته الحكيمة، وبالتالي فإن ذكرى البيعة فرصة سنوية متجددة مؤداها أن هذا الوطن في القلب والوجدان، وأن حبه يسري في دم كل مواطن ومواطنة، وعودا على المنجز الاقتصادي فإن الإيرادات النفطية للربع الأول من عام 2019 ارتفعت لتصل إلى 169.09 مليار مقارنة 113.95 لنفس الفترة من عام 2018 بزيادة قدرها 48 في المئة. أما الإيرادات غير النفطية فقد بلغت76.32 مليار للربع الأول من عام 2019 مقارنة بـ 52.32 مليار لنفس الفترة من عام 2018 بزيادة قدرها 46 في المئة.
نمو الأصول الاحتياطية
وتشهد المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ نهضة شاملة، ومشاريع عملاقة سخرتها حكومته الرشيدة لخدمة ورفاهية الشعب السعودي، وقد حققت الأصول الاحتياطية للمملكة في النصف الأول 2019م نمواً بمقدار 3.3 في المئة لتبلغ نحو 1923 مليار ريال. وبلغ متوسط معدل كفاية رأس المال للبنوك السعودية نحو 20.6 في المئة مما يعزز متانة القطاع المالي ويجعله أكثر قدرة على دعم الاقتصاد المحلي ومواجهة متطلبات التمويل.
تنمية شاملة واقتصاد متين
وتأتي هذه المناسبة الغالية كنتاج طبيعي للمشاعر المتبادلة بين القيادة والمواطنين والمواطنات، الذين يقدرون عاليا ما يشهده عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- من إنجازات متتالية ميزت هذا العهد الزاهر المتجدد، من ترسيخ للمكانة المحترمة للمملكة بين الأمم، والحفاظ على سمعتها ودورها وشموخها في وقت تهاوت أمم أخرى اقتصاديا واجتماعيا، لتظل المملكة بفضل الله ثم بفضل السياسات الحكيمة التي استمر عليها قادتها منذ عهد الملك المؤسس وحتى عهد الملك سلمان -يحفظه الله- قوية عزيزة ذات مكانة راسخة في وجدان العالم أجمع.. وتمر علينا هذه الذكرى الغالية لتجعلنا نتأمل مسيرة الملك سلمان الذي استطاع بحنكته وإيمانه بالله أن يضع المملكة في مكانها الطبيعي بين الأمم ويحمي منطلقاتها وثوابتها ويؤسس لدولة مكتملة الجوانب ذات تنمية شاملة متوازنة قوامها الاقتصاد المتين، وليس أدل على ذلك من أرباح البنوك السعودية في العام 2018 التي بلغت 48.8 مليار ريال، وقد ارتفعت موجودات مؤسسة النقد السعودي منذ بداية يناير 2019 وحتى نهاية مايو 2019 بمقدار 98.59 مليار ريال أي بنسبة 5 في المئة. وبلغت قيمة محفظة التمويل في البنوك السعودية 1.42 ترليون ريال للعام 2018.
الإنفاق الحكومي
محفز للتنمية
ويجب أن نفخر جميعاً بما نعيشه من تطور وأمن وأمان ومستقبل مشرق - بإذن الله - فرؤية 2030، وجنودنا بواسل في الداخل وعلى الحدود، وقيادة تعمل على خدمة الدين والوطن، ونهضة تنموية متكاملة، جميعها أمور تستحق منا أن نتفاخر بهذا الوطن المعطاء، والذي سطر أروع الأمثلة في خدمة المسلمين في شتى أنحاء الأرض، وطن قدم العديد من الأمثلة التي يجب أن يحتذى بها في جميع المجالات.
ومناسبة ذكرى البيعة الغالية هي وقفة وفاء وإجلال وعرفان لما أنجزه وما زال ينجزه قائد المسيرة الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- من إنجازات عظيمة وطموحة يلمس أبناء الوطن مفاعيلها وآثارها التنموية والاقتصادية الشاملة مستشرفين المستقبل المشرق. حيث تمر البلاد بمرحلة تنموية هائلة، وتم إطلاق العديد من المشاريع التنموية والإصلاحية والتعليمية التي كانت كفيلة بأن تكون عجلة التنمية حافزاً قوياً لدفعها قدماً إلى الأمام، وهذا ما يتـم بفضل الله في كافة المسارات التعليمية والصحية والخدمية بكافة أشكالها.
جغرافية المملكة
وثرواتها الطبيعية
وقد كان لموقع المملكة الجغرافي المتميز وثرواتها الطبيعية الوفيرة الأثر في تحقيق تنمية شاملة متعددة العناصر في جميع مدن المملكة وقراها، حيث بات اقتصاد المملكة هو الأكبر في المنطقة، وكما اهتم ولاة الأمر بتعمير الوطن كان اهتمامهم الأكبر بتطوير المواطن، وهذا هو المكسب الحقيقي، حيث أصبح لدينا علماء وباحثون في كل المجالات، وقيادات شابة في جميع مؤسسات الدولة، وعقول مستنيرة تدير كبريات الشركات السعودية، وكذلك تحظى جميع المواقف التي يتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله - بالتأييد من جميع زعماء العالم، كما أن صوت المملكة أصبح أكثر تأثيراً في المحافل الدولية ويؤخذ به في كل القضايا التي تنشأ بين الدول خاصة القريبة، وتتسم سياسة المملكة الخارجية بالثبات والاتزان حيث تحرص على تحقيق التوازن في علاقاتها مع جميع دول العالم بالاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
سمات حضارية ومدنية رائدة
ويتسم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- بالإنجازات المهمة على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، حيث شكّلت ملحمة غير مسبوقة لبناء وطن وقيادة أمة خطط لها بمهارة واقتدار، فعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- اتسم بسمات حضارية ومدنية رائدة، تجسدت في تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته العربية والإسلامية والمجتمع الدولي؛ من خلال بناء شراكات دولية جديدة وقرارات تعزز مكانة المملكة وتعكس حرصه الكبير على مستقبل أمته ونموها، كما عمل -أيده الله- على التركيز على بناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات، وتوسّع في التطبيقات التي تخدم المرحلة المقبلة، من خلال هذه الرؤية التي يقودها سمو ولي العهد الأمين، حيث قابلت هذه الخطوات الجادة أوامر ملكية سامية تتضمن حلولا تنموية فعالة لمواجهة هذا التوسع في تنظيم يوصل إلى أفضل أداء يحقق ازدهار البلاد ورفعتها، التي أسهمت في خدمة هذا الوطن ومواجهة التحديات ورفع قدرات الكفاءة والحفاظ على المقدرات والثوابت، وتنعكس إيجاباً على الوطن والمواطن.
التحول الوطني والعبور إلى المستقبل
وجاءت مرحلة التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 كخطوة جبارة ناتجة عن تقييم وتقويم لتجاربنا السابقة؛ تمهيداً لتحقيق استقلال المملكة عن الاعتماد على البترول كمصدرٍ شبه وحيد للدخل، والعمل على تعدُّد مصادر الدخل، التي يؤمَّل منها المساعدة على حلِّ عديدٍ من المشكلات في الإسكان والبطالة وتحقيق الأمن المائي والغذائي وتطوير التعليم والحدِّ من تكدّس العمالة الأجنبية؛ ناهيك عن تحقق مزيدٍ من الانفتاح وتعميق مرتكزات القوة والمنعة في جميع المجالات، وتحقيق التوازن بما يكفل تقوية اللُّحمة الوطنية من خلال وحدة الكلمة والوقوف بكل حزمٍ أمام التحزُّب والطائفية والتصنيف وغيرها من السلبيات. وأضحت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - تعيش مرحلة من التجديد والتحديث لكل مشاريع التنمية، في ظل التمسك بالثوابت التي تنطلق من شرعنا الإسلامي المطهر وقيم عروبتنا الأصيلة، إضافة إلى تدشين حزمة من المشاريع تصب جميعها في صالح أبناء هذا الوطن.