تأتي الذكرى الخامسة لتولِّي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، مقاليد الحكم، والمملكة تحقِّق إحدى كبرى قفزاتها التنموية التي تضعها في مرتبة دولية تنافسية متقدِّمة، تعكس عُمق الفكر السياسي والتنموي الذي يقدِّمه مولاي خادم الحرمين الشريفين منذ توليه قيادة بلادنا؛ فالمنجزات التي تحققت طوال هذه الأعوام الخمسة الماضية تؤكد بصورة قاطعة اتجاه بلادنا الغالية إلى أعلى مراتب المجد الذي تبرزه المؤشرات الدولية في مختلف مجالات الرفاهية والازدهار والنمو الاقتصادي.
هذه الذكرى تشكِّل إحدى العلامات الفارقة في مسيرتنا التاريخية بما تشمله من تحوُّلات جوهرية في نمط حياة المواطنين، ونَيْلهم كثيرًا من المكاسب التي تجعلهم يمضون في مسار العمل والإنتاج وفقًا لرؤية المملكة عبر محاورها الثلاثة:
- مجتمع حيوي.
- اقتصاد مزدهر.
- وطن طموح.
وبالنسبة للمجتمع فهو المورد البشري الأهم في كل عمليات التنمية الشاملة والمستدامة، وهو محل عناية ورعاية خادم الحرمين الشريفين، وجهد الدولة ومؤسساتها؛ وذلك من أجل الانتقال به إلى أعلى سقف التطور والنهضة.
أما الاقتصاد المزدهر فذلك ما نلمسه بوضوح من توجهات لتنويع مصادر الدخل الوطني، وإثراء الناتج المحلي الإجمالي.. وذلك يمرُّ من خلال تنفيذ أكثر من برنامج اقتصادي، في مقدمته التحوُّل الوطني، والخصخصة، وجودة الحياة.. وغيرها مما يدعم عمليات البناء، ويوفر سُبل العيش الكريم لكل مواطن عبر عمليات التنمية المتوازنة في جميع المناطق، بما يؤهل مواردنا البشرية للعمل في منظومة اقتصادية إنتاجية، تعزز جهود التنوُّع الاقتصادي، وتدفع عجلة التطور الذي نطمح إليه، وننشده في مختلف المجالات.
وذلك كله ينتهي بنا إلى وطن طموح، يرتقي في مؤشرات التنمية العالمية، ويتقدم بترتيب المملكة في مجموعة العشرين ومؤشر التنافسية وسهولة الأعمال، وكل ما يمكن أن يُسهم في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية؛ لنبني مشاريع عملاقة، مثل «نيوم» والبحر الأحمر والمدن الاقتصادية، ويؤسس لمنظومة اقتصاد المعرفة، ومواكبة تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وكل ما يتطلبه النمو الحديث وبرامج التنمية الدولية التي تنهض بالشعوب الطموحة.
ويتحقق كل ذلك بعزيمة قوية، ورؤية سديدة، وحكمة رشيدة من لدن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، وسنده وعضده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي يواصل المسيرة إلى جانب راعي النهضة الحديثة في بلادنا بكل قوة واقتدار حتى تحققت خلال هذه السنوات القليلة ما لم تحققه مجتمعات وشعوب عبر عقود من العمل؛ فأصبحت منجزاتنا أشبه بالمعجزات الاقتصادية التي لا يحققها إلا أولئك العظام الذين تعلو هممهم كما هو العلو في «طويق» رمز الهمة السعودية، وعنوان السقف النهضوي الذي ننشده.
إننا في هذه الذكرى الملهمة نجدِّد العهد، ونبايع مولاي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، على أن نمضي خلفهما في بناء هذا الوطن الغالي، وأن نعمل بكل جهد وقوة وعزيمة وإرادة وولاء وانتماء لهذه البلاد المباركة من أجل أن تواصل المسيرة، وتحقق لأبناء المملكة كل ما يتطلعون إليه من رخاء وازدهار.. واللهَ نسأل أن يوفِّقنا جميعًا لأداء الأمانة التي في أعناقنا على الوجه الأكمل من أجل خير المواطن ورفعة الوطن الحبيب، وأن يحفظ هذه البلاد المباركة شامخة بمبادئها وثوابتها الإسلامية.. وأسأله تعالى أن ينصر دينه، ويُعلي كلمته، وأن ينصر جنودنا البواسل، ويديم نعمتَيْ الأمن والأمان على ثرى هذه البلاد الطاهرة الكريمة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
** **
الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز - أمير منطقة القصيم