خالد بن حمد المالك
في مثل هذه المناسبة (الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ملكًا للمملكة العربية السعودية)، تعود بنا الذاكرة إلى الأب المؤسس الملك عبدالعزيز، فهو من مهَّد الطريق، ووضع اللبنات الأولى لكل إنجاز تحقق، إنه صانع المجد، ومن وضعنا في العلياء، ومن كتب تاريخًا بهيًا لنا وللوطن، ومن جعلنا نحتفل في كل عام بذكرى اليوم الوطني، وذكرى أخرى لبيعة الملك، الذكرى الأولى عن التأسيس، والأخرى عن استمرار المسيرة بإنجازاتها من ملك إلى آخر.
* *
ومع كل ذكرى، هناك كلام جميل يقال، وتاريخ ناصع تفتح صفحاته، وإنجازات مبهرة تتحدث عن نفسها، وخطوات مدروسة تتوالى لتكون بلادنا بمناطقها ومدنها وقراها في أجمل مستوى، وأحسن صورة، بفضل القيادة الرشيدة، والمواطن المخلص، والحرص من الجميع (القيادة والشعب) على أن تبلغ هذه الدولة من التطور ما رسمه لها الملك المؤسس ومن بعده ملوك المملكة العربية السعودية سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله - رحمهم الله جميعاً - ثم الملك سلمان - حفظه الله -، الذي جدَّد، وابتكر، وغيَّر، وأضاف، ما كان وسيظل حديث الإعجاب والانبهار والقيمة التي لن تُنسى.
* *
ففي عهد الملك سلمان، وإلى جانبه ساعده الأيمن ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان تفجرت الطاقات، وازدادت الإنجازات، واستُجيب لطموحات المواطنين، وكانت بلادنا في الموقف الأقوى أمام التحديات، فهنا أيدٍ تبني، وهناك أيدٍ تدافع عن الوطن، وتحمي المنجزات، وتحول دون المساس بوحدة الوطن، وسلامة المواطنين، فمن القضاء على بؤر وخلايا الإرهاب في الداخل، إلى مواجهة العدوان والمؤامرات الخارجية على حدودنا الجنوبية، في ملاحم بطولية، بينما تواصل الاستمرار في تحقيق ما رسمه عهد سلمان من برامج للتنمية، وتوفير أفضل الفرص أمام المواطن ليكون شريكاً في كل ما تحقق من إنجازات.
* *
فإلى جانب المشروعات الكثيرة والمهمة التي يطول الحديث عنها، وتم إنجازها في عهد سلمان ومحمد، هناك الانفتاح، هناك تحسين جودة الحياة، وهناك تلبية واستجابة لكل رغبات المواطنين وتحقيقها، بفضل رؤية المملكة 2030 التي وضعت إطاراً لهذا الهدف، لا يكون من حيث بدأ الآخرون، وإنما من حيث انتهى الآخرون، فرأينا دعم القيادة للرياضة، والاستثمار في الترفيه، وإعطاء المرأة من الحقوق ما لم يتحقق في دول أخرى، وتوليد الوظائف لها في مواقع كان محظوراً عليها العمل فيها، غير ما يمكن الحديث عنه كإتاحة الفرصة لها لحضور المباريات الرياضية، والحفلات الغنائية، وقيادتها لسيارتها، وحقها في السفر، وما إلى ذلك.
* *
وكل من تابع بالرصد والتحليل والقراءة الصحيحة لما تحقق في عهد الملك وولي عهده، لن يفوته اهتمام القيادة بصحة المواطن، وتعليمه، وسكنه، ووظيفته، وتوفير كل ما يحقق له الراحة والسعادة في وطن آمن ومستقر، كما لن يفوته الاهتمام بعلاقات المملكة بدول العالم، وإعداد الاتفاقيات في مختلف المجالات التي جاءت ضمن سياسة المملكة اقتصادياً وتجارياً واستثماريًا وسياسيًا وأمنيًا لنكون في شراكة متوازنة مع دول العالم، خدمة للمواطن، وتحقيقاً للسياسة الحكيمة التي ينتهجها الملك سلمان والأمير محمد.
* *
احتفالنا اليوم، يتزامن مع الاستعدادات التي تجرى لاستضافة المملكة لمجموعة العشرين، ومع طرح أكبر شركة في العالم (أرامكو السعودية) لجزء من أسهمها للاكتتاب، ومع بلوغ رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 لنسبة عالية في تطبيق الكثير من أهدافها بنجاح، ويأتي هذا الاحتفال أيضاً، والمملكة في سباق مع الوقت لتحقيق كل الطموحات والآمال التي ظل المواطن يتحدث عنها، ويطالب بها، وذلك استكمالاً لما تحقق في عهود ملكية سابقة، فالمسيرة مستمرة وبقوة، وبوتيرة سريعة، فالملك والأمير يعملان بهمة عالية، ويسخِّران كل إمكانات الدولة لتكون البلاد في العلياء، والمواطن في وضع أفضل مما هو عليه، وكل عام وكل مناسبة ووطننا في شموخ ومجد وعلياء.