عبدالله بن محمد بن سليمان
لقد أثلج الصدور توجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله ورعاه - بترميم قصر الشمسية، قصر الأميرة نورة بنت الإمام عبد الرحمن بن فيصل - رحمهم الله تعالى - على نفقته الخاصة. وقد تقبل الجميع هذه المبادرة الكريمة، خصوصاً المهتمين بالتراث العمراني، بكل الفرح والسرور التي سيكتب صداها بماء من الذهب وأحرف من نور.
قصر الشمسية له مكانة عالية في تاريخ هذا الوطن المعطاء، وخطت على جوانبه أحداث لها عمق وجذور في تاريخ الملك المؤسس عبد العزيز وشقيقته الكبرى الأميرة نورة بنت عبد الرحمن - رحمهم الله تعالى -.
كما يعتبر القصر معلماً من المعالم العمرانية والتراثية المهمة والمميزة لمدينة الرياض، فبجانب تصميمه المعماري النجدي الأصيل، كان رمزاً لمكانة اجتماعية فريدة لعدة عقود في عهد الملك عبد العزيز وما قبل ذلك منذ عهد الإمام فيصل بن تركي. فقد كان بستان نخيل الشمسية شمال الرياض في عهد الإمام فيصل بن تركي مزرعة قائمة تحتوي على إسطبلات خيول الإمام فيصل بن تركي وأبنائه الأمراء عبد الله ومحمد وسعود وعبد الرحمن. وكان أول ذكر لهذا البستان هو ما سطره الرحالة الإنجليزي وليم بلجريف في مذكراته. فقد قدم إلى الرياض هذا الرحالة متنكراً في هيئة طبيب من الشام عام 1279هـ / 1862م في عهد الإمام فيصل بن تركي، وأقام في الرياض قرابة الشهرين معالجاً، ورسم أول مخطط للرياض ووصف الرياض وأحيائه وأبرز معالمه في ذلك الزمن. كما وصف قصر الإمام فيصل، قصر الحكم وسكن الإمام ورجال حكومته ومعاونيه وخدمه.
وكان بلجريف على علاقة شبه يومية مع ولي العهد آنذاك عبد الله بن فيصل الذي كان له ولع بمعرفة الطب والأدوية، وكان يطلب من بلجريف أن يقرأ عليه الكتب الطبية التي بحوزته. وقد طلب منه عبد الله بن فيصل أن يعاين ويعالج بعض خيله في إسطبله في بستان العائلة شمال الرياض، وقد حدد بلجريف موقعه على خريطة الرياض التي رسمها، حيث يتطابق موقع هذا البستان مع موقع بستان الشمسية المعروف شمال الرياض على ضفة وادي البطحاء الغربية، وسمى بلجريف البستان على ذلك المخطط «بستان العائلة المالكة» ويقصد الإمام فيصل وأبنائه.
وفي عام 1330هـ / 1912م بعد استرداد الرياض قدم إلى الرياض الرحالة الدانمركي باركلي راونكيير لمقابلة الملك عبد العزيز، وعندما وصل إلى أطراف الرياض من الشمال قابله مندوب الإمام عبد الرحمن بن فيصل والد الملك عبد العزيز والقائم بتصريف الأمور في الرياض أثناء غياب الملك، حيث أبلغه المندوب أن الملك عبد العزيز خارج الرياض في إحدى غزواته، وأسكنه المندوب بأمر الإمام عبد الرحمن في منزل داخل بستان الشمسية القريب من مكان وصوله، والذي تعود ملكيته للإمام عبد الرحمن.
وقد وصف الرحالة راونكيير بستان الشمسية والمنزل الذي أقام فيه، كما ورد في مذكراته ترجمة منصور بن محمد الخريجى، قائلاً : عبرنا داخل بوابة كبيرة في حائط جيد من اللبن والطين إلى فناء واسع يطل على بستان نخيل به بئر كبيرة يحيط بها ثمانية حمير تسحب منها الماء، وإلى اليسار، يقوم بيت به عدد كبير من فتحات الإضاءة بعضها مربع والآخر مثلث، وقام اثنان من خدم الإمام بإدخال متاعنا إلى المنزل، والمكان بأكمله مكان حالم، فهذا البستان الذي يقع على مسافة قصيرة من الرياض مليء بأشجار نخيل عملاقة، وخضرة يانعة، وتلك الآلة الخشبية (المحالة) مصدر النماء حيث لا تكل ولا تمل ولا تشتكي من الأنين، وتلوي أضلاعها والماء ينساب جداول رقراقة من جيوبها العديدة عبر قنوات تأخذه لسقي النباتات وأشجار النخيل. وفي عصر نفس اليوم ذهب راونكيير لمقابلة الإمام عبد الرحمن في بستانه الآخر، بستان القِري جنوب سور الرياض، وفي اليوم التالي غادر الرياض مع قافلة متجهة نحو العقير في طريق عودته إلى بلاده.
كما قام بزيارة الرياض بدعوة من الملك عبد العزيز الكابتن وليم شكسبير المعتمد البريطاني في الكويت عام 1333هـ / 1914م، وقد سبق أن قابل الملك عبد العزيز أثناء زيارة للملك إلى الكويت عام 1328هـ / 1910م والتقط أول صورة للملك عبد العزيز وبجانبه الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت، وقد دعاه الملك لزيارة الرياض. وبعد وصول شكسبير إلى الرياض طلب منه الملك عبد العزيز أن يسكن في أحد أجنحه قصر الحكم، إلا أنه فضل أن يبقى في مخيم أقيم له بجوار بستان الشمسية شمال الرياض ليتفرغ لكتاباته وتفحص خرائطه بدون الانشغال مع زواره في القصر، وقد أقام أربعة أيام قابل خلالها الإمام عبد الرحمن وأجرى محادثات مع الملك عبد العزيز والتقط عدداً من الصور الفوتوغرافية لمعالم الرياض، ومنها صورة للإمام عبد الرحمن وبجانبه الملك عبد العزيز حول بئر بستان الشمسية، يشاهدان دلاء الماء تنسكب من البئر الذي ينحدر عبر قنوات إلى جميع أنحاء البستان، ووصف البئر والبستان كما وصفه راونكيير. كما ذكر أنه شاهد العديد من الرجال والجمال قادمة نحو الميدان القريب من مخيمه المجاور للبستان كنقطة انطلاق واستعداداً لغزوة سيقودها الملك عبد العزيز ذلك الحين، وقد التقط صوراً لذلك التجمع. وقد ذكر شكسبير واهماً أن بستان الشمسية أنشأه محبوب بن جوهر وزير الإمام فيصل بن تركي معتمداً حسب قوله على رواية وليم بلجريف ولويس بلي الدبلوماسي البريطاني الذي قدم إلى الرياض بعد بلجريف، وقد اتضح لكاتب هذه السطور أن الاثنان لم يذكرا في مذكراتهما الأصلية بنسخها الإنجليزية أن بستان الشمسية الواقع شمال الرياض قد أنشأه محبوب بن جوهر، إنما محبوب استقبلهما وأشرف على ضيافتهما، خصوصاً لويس بلي، ولم يذكرا أن البستان يملكه أو أنشأه محبوب بل على العكس، فقد ذكر لويس بلي أن أول بستان وصله قبل مسير ساعة من الرياض من الشمال يعود (للأمير) أي الإمام فيصل. كما قد ذكر رواية شكسبير هذه أيضاً الباحث الدكتور راشد بن عساكر، نقلاً عن كاتب آخر، في كتابه عن مساجد الرياض عند حديثه عن مسجد الشمسية والتي اتضح أنها غير صحيحة.
كما ذكر المستشرق عبد الله فلبي الذي قام بأول زيارة له للرياض عام 1336هـ / 1917م، وأقام قرابة السبعين يوماً تخللها جولات خارج الرياض وتعرف عن كثب على الملك عبد العزيز، أن الملك عبد العزيز يفضل الترويح عن نفسه من خلال قيامه بجولات شبه يومية حول الرياض ممتطياً ظهر جواده مع أبنائه الأمراء ومرافقيه، ويخرج إلى بستان الشمسية وتقام سباقات الخيل للأمراء منهم الصغار فهد (الأول) ومحمد والكبار تركي وسعود وفيصل تحت إشراف الملك. ومن المناسبات التي أقيمت في بستان الشمسية وليمة غداء وسباق خيل بمناسبة وداع دبلوماسي بريطاني آخر وافق رحيله أيام وصول عبد الله فلبي إلى الرياض، وأقيمت وليمة الغداء في مبنى طيني داخل بستان الشمسية، وقد ذكر فلبي أن الملك عبد العزيز قد اشترى بستان الشمسية ذلك العام من أحد مواطني الرياض مما يوحي أن البستان انتقلت ملكيته من الإمام عبد الرحمن إلى آخرين، ثم قام الملك عبد العزيز بشرائه كما ذكر فلبي.
هذه وقفات حول بستان الشمسية من قبل زوار أجانب أقاموا في الرياض وسجلوا تلك الملاحظات قبل بناء قصر الشمسية، فالقصر بني أوائل الخمسينات الهجرية / الثلاثينيات الميلادية، حيث أمر الملك عبد العزيز - رحمه الله - المشرف على البناء والتعمير (الاستاد) حمد بن قباع ببناء قصر على أرضٍ ملاصقة لبستان الشمسية من الشمال ليكون سكناً لشقيقته الكبرى الأميرة نورة بنت الإمام عبد الرحمن وزوجها ابن عمه الأمير سعود (الكبير) بن عبد العزيز بن سعود بن فيصل بن تركي آل سعود، وقد لقبه الملك عبد العزيز بالكبير تقديراً له ولتشابه اسمه مع اسم ولي العهد الأمير (الملك) سعود بن عبد العزيز. وكان أول ذكر للقصر هو ما سجله الدبلوماسي البريطاني جيرارد ديجوري عندما زار الرياض للمرة الثانية قادماً من الكويت عام 1354هـ / 1935م برفقة أول سفير لبريطانيا أندرو رايان الذي قدم أوراق اعتماده للملك عبد العزيز في قصر الحكم ذلك العام، حيث ذكر ديجوري أن أول معلم من معالم الرياض يراه القادم إلى الرياض من الشمال هو قصر الأميرة نورة شقيقة الملك عبد العزيز. وقد التقط ديجوري صورة للقصر حيث تبين حداثة البناء للقصر، وهذا يعني أن القصر بني على الأقل قبل عام من ذلك التاريخ أي عام 1353هـ / 1934هـ، ويظهر القصر وحيداً ولم يكن بجانبه أية مبانٍ أخرى، بعكس الصور التي التقطت للقصر في سنوات لاحقة، حيث تم زيادة مبانيه وأصبح عدة قصور متلاصقة وتظهر فخامة البناء وروعة المشهد، كما بنى بجانبه مسجد من اللبن والطين ثم تم تجديده بالمسلح في سنوات لاحقة كما تبين الصورة المرفقة.
وبعد إقامة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في القصر، استقبلت عدداً من الزائرات الأجنبيات. فقد زار الرياض عام 1356هـ / 1937هـ هارولد ديكسون المعتمد البريطاني في الكويت المتقاعد وبرفقته زوجته فيوليت ديكسون التي قامت بزيارة الأميرة في قصر الشمسية ومعها مرافقتها العربية. وعند الوصول إلى بوابة القصر شاهدت فيوليت ديكسون عملية بناء واسعة لجناح كبير للقصر، واستقبلتها الأميرة نورة في فناء القصر ودار بينهما حوار شيق بدأته الأميرة نورة بسؤال المرافقة بعفوية تنم عن طيبة قلب وحسن خلق قائلة : من أنتِ، ومن أين قدمتِ، وما اسمكِ، وما اسم أبيكِ، وما اسم أمكِ؟. وبعد معرفة أنها قادمة من الكويت سألتها الأميرة نورة عن كبار عائلات الكويت، وعن صديقات لها أيام كانت في الكويت، وهل لا زلن على قيد الحياة؟. ثم قدمت لهما الأميرة نورة ابنتها الأميرة الجوهرة زوجة الأمير (الملك) فيصل بن عبد العزيز، وتعجبت فيوليت ديكسون من حسن مظهرها وقالت ما شاء الله يا نورة، إنكِ ما زلت صبية وعندكِ مثل هذه الابنة، كأنكما شقيقتان!. وخلال الحديث طلبت منها الأميرة أن تعتنق الإسلام، لكي تذهب معها إلى مكة، وقالت لها لكي تذهبين إلى جوار ربكِ إذا فارقتي الحياة ولا تذهبي إلى النار،.. قولي إنكِ ستصبحين مسلمة.. ولم تعرف السيدة ديكسون ماذا تقول، فهزتها الأميرة بيدها برفق على كتفها وقالت قولي إن شاء الله! فتمتمت السيدة ديكسون.. إن شاء الله.
وفي هذه الأثناء رن جرس التلفون المعلق على الحائط بجوارهما، فقالت السيدة ديكسون إن أجهزة التلفون تزعجني، فردت عليها الأميرة نورة.. لا... إنها رائعة، لست أدري إذا كنا نستطيع البقاء بدونها!. ثم أخبرتها الأميرة أن الشيوخ (تقصد الملك عبد العزيز) يزورني دائماً بعد الظهر وأتوقع مجيئه أية لحظة، ثم قُدم لهما طبق من الفاكهة مليء بالخوخ والأناناس والأجاص والبسكويت، وبعد برهة من الزمن سمعا منادياً ينادي : الشيوخ قادم!، فنهضت الأميرة نورة لاستقبال شقيقها الملك عبد العزيز وجلس على كرسي بقربهما ثم دعت الأميرة نورة السيدة ديكسون وسلمت على الملك وحياها بابتسامة رقيقة وسألها «كيف حالكِ» وأجلسها على يمينه وجلست الأميرة نورة على يساره، ثم أخبرته الأميرة عما جرى من حوار مع ضيفتها، وكيف وعدت أن تعتنق الإسلام لتذهب معها إلى مكة، وسألت الأميرة الملك من هو زوجها، فرد الملك إنه ديكسون صديقي منذ سنوات طويلة. وقالت الأميرة للملك إنها طلبت أن تزور قصر عجلان وتشاهد بوابته الكبرى (تقصد قصر المصمك)، فقال الملك لعلها أيضاً ترغب بزيارة قصري الجديد (قصر المربع). ثم قالت الأميرة للملك إنها أخبرتني أنني لا زلت صبية وكأني شقيقة ابنتي، فضحك الملك عبد العزيز، فردت السيدة ديكسون : هذا صحيح يا نورة، فإذا طلقني زوجي سوف آتي وأعيش معكِ دائماً لأنني أريد أن أبقى شابة مثلكِ، حيث كثرة الضوضاء والعمل في الغرب تجعلنا نشيخ قبل الأوان، فضحك الملك من قلبه مرة ثانية، ثم استأذن الملك بالخروج وكان برفقته ابنه الأمير سعود. وأكملت الجلسة مع الأميرة ثم استأذنت للمغادرة واتجهت لتشاهد قصر الملك عبد العزيز الجديد (قصر المربع) المجاور قيد الإنشاء وفي تشطيباته النهائية، ثم غادرت إلى قصر البديعة حيث تقيم مع زوجها هارولد ديكسون.
وبعد مضي عام زارت شخصية أخرى الأميرة نورة في قصر الشمسية وهي الأميرة البريطانية أليس كونتس أثلون حفيدة الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا السابقة، فقد قدمت إلى جدة ومعها زوجها الأمير إيرل أثلون وقابلهما الملك عبد العزيز والأمير (الملك) فيصل بن عبد العزيز في جدة عام 1357هـ / 1938م، ثم قدما إلى الرياض عبر رحلة برية واستقبلهما ولي العهد الأمير (الملك) سعود بن عبد العزيز وأسكنهما قصر البديعة، ثم قامت الأميرة أليس بزيارة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في قصرها، قصر الشمسية، وضيفتها الأميرة نورة وأُعجبت الأميرة البريطانية بهذا اللقاء. وقد التقطت الأميرة أليس صوراً لمعالم الرياض ومنها صورة نادرة للفناء الداخلي لقصر الشمسية ويشاهد في تلك الصورة ثلاث نسوة مرتديات عباءاتهن ومغطيات وجوههن بشيلاتهن.
وقد عُرفت الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالخصال الحميدة، ورجاحة العقل، وحسن التدبير، ومحبة الفقراء والمساكين، ورعاية الأيتام. وقد كانت علاقتها مع شقيقها العظيم الملك عبد العزيز علاقة أثيرة، وكانت تحظى لديه بمنزلة رفيعة، ولا يستغرب نخوته باسمها (أنا أخو نورة)، وزيارته لشقيقته أثناء وجود فيوليت ديكسون مثال لتلك العلاقة الحميمة، وكانت دائماً تسعى لمساعدة المحتاجين وقضاء حوائجهم بالتواصل مع أخيها الملك المؤسس - رحمه الله - وقد تحدث عن سيرتها بتفصيل أكثر كل من د. دلال بنت مخلد الحربي في كتابها « نساء شهيرات من نجد» وكذلك د. نورة بنت صالح الشعلان في كتابها عن الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وقد نشرت فيه مقابلات شخصية مع عدد من صاحبات السمو الملكي الأميرات اللاتي تحدثن عن سيرة الأميرة نورة، خصوصاً ابنتها الجوهرة بنت سعود الكبير وحفيدتها الأميرة مشاعل بنت الملك فيصل بن عبد العزيز، إضافة إلى بنات أخيها الملك عبد العزيز - رحمهم الله تعالى جميعاً -.
وقصر الشمسية لا شك يعتبر من المآثر العمرانية المميزة ورمزاً لمظاهر النهضة العمرانية لمدينة الرياض في عهد الملك عبد العزيز، وكذالك التطور الحضاري، كما تشير قصة التلفون سالفة الذكر. كما يشكل القصر أنموذجاً للعمارة النجدية الأخاذة التي تتميز ببنائها من المواد المحلية باللبن والطين وجذوع وعسبان وجريد النخيل وشجر الأثل، مع إضافة التبن إلى مشاش واجهاتها الخارجية، وتزيين جدرانها الداخلية بنقوش هندسية مختلفة بمادة الجص الأبيض، ويقوم بتشييدها بناؤون محليون مهرة أظهروا عبقرية بناء صروح شامخة مثل قصر الشمسية وقصر المربع وقصور الفوطة وغيرها بدقة متناهية وعلى مساحات شاسعة وأفنية شاهقة، تحف بها المصابيح والأعمدة التي قوامها خرز منحوت مدور يرص بعضه بعضا وليست مدعومة بأسياخ من حديد كما في المباني الحديثة، وتصمد تلك المباني أمام مؤثرات المناخ وثقل المبنى، ومعظم هؤلاء (الاستاديه) والبناؤون لا يقرأ ولا يكتب، ولا يفك الحرف كما يقول الأجداد.
ختاماً، بقي أن نذكر أن اسم الشمسية كما يرى المؤرخ خالد بن أحمد بن سليمان - رحمه الله - في كتابه معجم مدينة الرياض (ط2) أنه نسبة إلى عائلة آل شمس من عوائل الرياض القدماء، ومنهم الشيخ سليمان بن محمد بن شمس - رحمه الله - أحد علماء وقضاة مدينة مقرن، الرياض قديماً.
هذه بعض اللمحات حول قصر الشمسية ونزر يسير حول الشخصية العظيمة التي عاشت فيه، وهذا القصر كما ذكرنا معلم من معالم الرياض القديمة، والكل يطمح بالمزيد من ترميم القصور والمنشآت التاريخية في الرياض، وشكر الله سعي سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وسدد خطاه ورعاه.