فهد بن جليد
برامج الشخصيات والسِير الذاتية مازالت من أنجح البرامج التلفزيونية وأكثرها مُتابعة، ولن أذيع سراً إذا ما قلت إنَّ أكثر المشاريع ربحية اليوم في الإعلام بعد برامج الطبخ والمُسابقات هي البرامج من هذا النوع، الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل أنا أعكف على فكرة مشروع ستُحوِّل خسارة كثير من المؤسسات الإعلامية الصحفية التي تُعاني من ركود إلى ربح ومكسب، لو استثمرت جزءاً من نشاطها وقدراتها في هذا النوع من الإنتاج، وخصَّصت له أقساماً فاعلة ليس بالضرورة أن ترتبط بالنشر، فالتجار ورجال الأعمال وكثير من الشخصيات الشهيرة التي لها مكانها وتأثيرها في محيطها، مازالت تُعاني من عدم توثيق رحلتها وحياتها، وما واجهته من صعوبات وعصامية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، وتتمنى أن تجد جهة توثيق باحترافية، وتقوم بتقديم هذا بهذا النوع من التقصي وحبك القصة وسرد الأحداث وجمع الخيوط، وإعادة صياغتها وربطها، بل إنَّني شخصياً جلست مع رجال أعمال وتجار من داخل وخارج المملكة، وعندما أعدت سرد وكتابة جزء من تفاصيل حياتهم انبهروا وأعجبوا ولم يصدقوا أنَّهم مرُّوا بتلك المحطات والأحداث في حياتهم، وكأنَّهم يسمعونها للمرة الأولى، وهو ما حفَّزهم أكثر إلى إكمال الرصد والتوثيق عبر هذا النوع من العمل الصحفي والإعلامي الخاص، والمجال يتسع للجميع في هذا المضمار، فمن يعلق الجرس من المؤسسات الصحفية؟.
وجود مؤسسة إعلامية موثوقة تقوم برصد حياة الشخصية، وسبر أغوارها، وإجراء اللقاءات مع الأقارب والأصدقاء والعاملين، وتوثيق الأحداث وزيارة الأماكن، وإنتاج كتاب مصوَّر يحكي القصة بحبكة درامية ووثائقية، مع إنتاج فيلم قصير تعريفي باللقاءات والمُقابلات، سيجعل كثير من رجال الأعمال يدفعون بشكل جيد مُقابل ذلك، وستتحوَّل خسارة هذه المؤسسات الإعلامية إلى ربح، أنا واثق أنَّ الطلب سيظل أكبر بكثير من قدرة الصحفيين ومؤسساتهم لو انبروا جميعاً لهذه الفكرة.
الكل عنده اعتداد وافتخار بأبيه وجده وقريبه، ولن يتأخر الميسرون في تمويل إنتاج مثل هذه القصص التوثيقية عن سيرة كبارهم والتكفل بها، بقي فقط أن يتحمل الأمانة من أوكلت له ليبحث بصدق ويكتب بصدق ويذكر الحقائق بعيداً عن التزييف.
وعلى دروب الخير نلتقي.