عبده الأسمري
حوَّل العدسة إلى «هندسة» ضوئية، تقتنص الملامح؛ فتضعها في «برواز» الحدث، وسدَّد «الفلاشات» إلى «أهداف» بصرية، تستنطق المشاعر؛ فتجعلها في «إطارات» «الحديث».
صال بين أفق المناسبات الملكية، وجال وسط عمق المحافل الرسمية قابضًا على مغانم «الصورة» مستحوذًا على «غنائم» «المشهد» لسلطة «الكاميرا» وسطوة «التصوير».
إنه مصوِّر الملك وولي العهد والديوان الملكي بندر الجلعود، أحد أبرع المصورين في السعودية والخليج.
بوجه قصيمي طامح، تكسوه تقاسيم شبابية أليفة، تشبه والدَيْه، وتتشابه مع أخواله، ومحيا أنيق، يتوشح أزياء وطنية ملونة، وسحنة حنطية، تتوارد منها نظرات ودودة، وملامح خلوقة، مع «حقيبة مهنية» مكتظة بالعدسات والكاميرات والأفلام.. قضى الجلعود من عمره «سنين» وهو يرصد «الضوء»، ويلاحق «الضياء»، ويقتنص «الوميض» محولاً الصورة إلى «منهج» ناطق، واللقطة إلى «نهج» مستنطق بجودة «المشهد»، وإجادة «الزاوية»، مطلقًا عينًا على «الوجوه»، وأخرى على «المواجهة».
في بريدة «وُلد»، وتعتقت «أنفاسه» بمآثر الوفاء في مرابع «قومه»، وانعتقت «خطواته» من حدود «حيِّه» إلى آفاق مدينته؛ إذ ركض جائلاً مع أقرانه في أحياء بلدته، يراقب «زوايا» الصور» في جدران مدرسته، ويرتقب «ثنايا» البصر في وجدان «هوايته»؛ فانخطف باكرًا إلى «السلوك البصري» و«المسلك الضوئي» في «صفحات» الصحف و«أغلفة المجلات» التي مثلت «الانطباع الأول» في كيانه و»الإمتاع الأمثل» في كينونته.. منجذبًا إلى «هيبة» الشكل متجاذبًا مع «حظوة» المنظر في المشاهد المصورة؛ فاكتملت في بداياته جملته الاسمية من مبتدأ «الهوية»، وخبر «الهواية»، وانكتبت جملته الفعلية من «فعل» مبني على ضمير الطموح؛ ليكون «الفاعل» المرفوع بالهمة مستندًا إلى دعم أب حانٍ متفانٍ، أغدق عليه بهدايا «الأبوة»، وكان أغلاها أول «كاميرا»، كانت «سر» الانطلاقة وجهر الانتفاضة في ميادين «المهمات» معتمدًا على دعوات أُم كريمة، أشبعته بسخاء الحنان؛ فنشأ مجللاً بالعون، ومكللاً بالإعانة.
أكمل الجلعود تعليمه العام في بريدة «مسقط رأسه» حيث تشربت نفسه «نسمات» واحاتها، وتسربت في أنفاسه «نسائم» مزارعها؛ فنما وفي قلبه «أحاديث» الحنين، وكَبُر وفي فؤاده «أحداث» اليقين مشفوعًا بكيميائية «مهيبة»، استوطنت أعماقه بين «الحدث» و«الصورة» مخطوفًا إلى «علاقة عجيبة» بين «الحديث» و«المشهد»؛ فتعالى «صدى» الأسئلة في ذهنه، واستعلى «مدى» الإجابات في فكره موليًا قبلة «الدافع» إلى قبالة «المهنة».
وجّه «الجلعود» أسهم أمنياته إلى «أهداف» هوايته؛ إذ تحول إلى «مسافر» جائل، و»سفير» متجول، يبحث عن «نخبة» المشاهد المرصودة في أصول الطبيعة، وفصول الطبائع، محولاً «الوجوه» إلى «قصص» للقراءة، ومبلورًا «الشخصيات» إلى «مناهج» للاستقراء.
بدأ هاويًا «ثاويًا» في ميادين التدريب، وبين أوساط الاحتفالات، ملاحقًا بُعد نظره بجدية «الصورة»، مبتدئًا بتأسيس مواقع على الإنترنت، يحفظ فيها «حقوق» ذاته «النهمة» بالحرفة حتى بدأت أول مؤشرات «شهرته» بصور للتاريخ، جنتها عدسته في تدريبات عسكرية في حفر الباطن، وأخرى في استقبال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إبان زيارته للسعودية.. ثم بدأ العمل مصورًا للملك سلمان عندما كان وليًّا للعهد في منتصف 2013 حتى ارتفعت مساحة «اشتهاره» في اللقطات الشهيرة التي رصدها بكفاءة في زيارة الملك سلمان عندما كان وزيرًا للدفاع للجنود بالقطاع الشمالي.
ونظير كفاءته فقد تم تعيينه مصورًا للملك ولولي العهد، يرافق «الوفود الرسمية»؛ ليكتب فصولاً جديدة من «الانفراد المهني» و«السداد الوظيفي» واضعًا «العالم» على خطوط الانتظار للسبق التصويري والعبق التوثيقي في مهمة لا يجيدها إلا المحترفون المسجوعون بالإتقان. ولا يزال يرسم «خرائط» المشاهد الفنية العالية بأبعاد «الفنان» وسداد «المتفنن».
امتطى بندر الجلعود سلم «الصعود» رافعًا «راية» الصمود في ميادين «الاحترافية»، متكئًا على رصيد «الموهبة»، مستلاً سيف «المهارة» من غمد «التحدي»؛ ليقف «شاهد» عيان و«راصد» أعيان في «صيد» الكاميرا «وغنيمة» «العدسة».