سلطان المهوس
كان استعداد نادي الهلال لخوض إياب نهائي دوري أبطال آسيا 2019 أمام أوراوا الياباني مثاليًّا ومدروسًا بقيادة الروماني رازفان لوشيسكو الذي فضّل السفر لطوكيو قبل أسبوع من اللقاء الذي شهده ملعب سايتاما الشهير يوم 24 نوفمبر.
سبق وصول البعثة الهلالية سفر الكادر الإداري لطوكيو لترتيب معسكر الفريق؛ إذ تم الانتهاء من اختيار مقر السكن، وبقيت الخطوة الأهم: أين سيتدرب الفريق؟؟ فشلت كل محاولات الكادر الإداري في تأمين ملعب مناسب، واعتذر عدد من الأندية اليابانية التي تلعب مبارياتها بالدوري الياباني بسبب طول المدة التي طلبها الهلال «خمسة أيام»؛ ووقع النادي في مأزق صعب جدًّا؛ فالفريق سيصل ولا ملعب مؤمَّنًا له!!!
الوقت يسابق الهلاليين في مهمتهم الوطنية التاريخية؛ ليتجهوا لاتحاد الكرة السعودي لإيجاد مخرج عاجل لمأزقهم الخارج عن الإرادة، وكانت الخاتمة غير متوقعة، بل تاريخية على صعيد العلاقات الدولية؛ فقد تحرك اتحاد الكرة بقيادة ياسر المسحل والأمين العام إبراهيم القاسم، وبما يملكه الأول من علاقات قوية ومؤثرة مع اليابانيين؛ كونه الرجل الموثوق والمحبوب في الاتحادَيْن الآسيوي والدولي منذ سنوات، وبديناميكية الثاني الحاضرة في المخاطبات، والتنسيق العاجل، والمتابعة اللحظية، والاستشعار الوطني البارع؛ ليسارع رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم كوزو تاشيما لفتح ملعب التدريب المخصص للمنتخب الياباني للهلال دون شرط أو قيد طوال معسكرهم؛ ليتنفس الهلاليون الصعداء بعد سيناريو مخيف للغاية!!
قلة محدودة تدرك القصة التي أكدها دون تفاصيل الأستاذ فهد المفرج في لقاء تلفزيوني لصالح برنامج «الدوري مع وليد»؛ لأن المهمة الوطنية أسمى من كل شيء..
الدرس الأهم من تلك القصة يتضمن الاستغلال الأمثل للعلاقات مع الاتحادات الأهلية، والحضور الذهني والمعنوي والإيجابي لكوادرنا خارجيًّا الذين يعملون دون ضوء إعلامي..
موقف كوزو تاشيما -وهو عضو الاتحادين الدولي والآسيوي- يجسِّد أيضًا النبل الياباني الذي يتمسك بأواصر العلاقات مع الأصدقاء..
عندما يحضر سفراء الوطن يكون دعمهم مصدر فخر ورفعة..
الهلال لم يكن الفائز بلقبه الآسيوي..
السعودية فازت، وفرحت، وأمطرت فخرًا..
دام عز الوطن الكروي مع كل لون..
جميل أن يحفظ التاريخ قصص الوفاء.