انتقل إلى رحمة الله ضحى يوم الاثنين الموافق الخامس من شهر ربيع الثاني صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز بعد معاناة طويلة مع المرض، رحمه الله رحمة واسعة وجعل ما أصابه تمحيصاً لذنوبه، لقد عرفت الأمير متعب منذ سنوات واعتدت على مجالسته في جلسته المعتادة بعد صلاة العشاء في قصره العامر في مدينة الرياض، وكنت أتدارس معه أحياناً شؤون التاريخ السعودي وخاصة تاريخ والده الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- وكنت أدوّن مرويات وأحداثاً عاصرها، حيث كانت لديه ذاكرة حاضرة وقدرة على التحليل والاستنتاج وحافظة قوية بأسماء الرجال الذين كانوا حول الملك عبدالعزيز، بل ارتبط بعلاقة حميمة مع بعض منهم حتى وفاتهم، رحمهم الله وكان محباً للتاريخ، وكثير السؤال عمَّا يستجد من كتب التاريخ ذات العلاقة بالملك عبدالعزيز وتاريخ المملكة بالذات، وكنت أزوّده ببعض الوثائق التاريخية وكان يسر بها، كما لاحظت أن الكثير من الأدباء والمفكرين وطلبة العلم والمشايخ يزورونه ويهدونه كتبهم ومؤلفاتهم، وهذا يدل على أنه يخصص وقتاً للقراءة ودائماً ألحظ مجموعة من الكتب إلى جانبه بالمجلس، والأمير متعب هو الابن السابع عشر من أبناء الملك عبدالعزيز قبله بالترتيب الأمير عبدالرحمن وبعده الأمير طلال - رحمهم الله جميعاً - وشقيقه الذي يكبره سناً الأمير منصور أول وزير للدفاع المتوفى عام 1370هجري، وكذلك شقيقه الأمير مشعل المتوفى عام 1438 هجري، وقد تولى منصب وزارة الدفاع وإمارة مكة المكرمة وشقيقتهم الأميرة قماش المتوفاة عام 1432هجري.
مولده ونشأته
ولد في مدينة الرياض عام 1350هـ الموافق لعام 1931م. درس في «معهد الأنجال»، ثم درس في جامعة كاليفورنيا وتخرَّج منها في عام 1372هـ.
ونشأ نشأة صالحة، حيث تعهده والده وبقية إخوته بالرعاية والاهتمام حتى شبَّ عوده وكان يحضر مجالس والده ورافقه في رحلته إلى مصر.
لقد تحلَّى -رحمه الله - بالعديد من الصفات والمزايا ومنها التدين والتواضع الجم ومحبة الناس، وكرم النفس وكان محباً للفروسية والقنص، والإبل، وطلعات البر والتنزه وخاصة أوقات الربيع وكان يجد أنسه ومتعته في ذلك.
** **
- فهد عبدالعزيز الكليب