د. محمد عبدالله العوين
على سبيل المثال لدي رسالة من ابن العم صالح بن سعود العوين الذي اشتهر بالتوثيق بواسطة التصوير المحترف الدقيق يلخص لي فيها أبرز الأخبار التي نشرتها صحيفة الجزيرة الصادرة يوم الاثنين 12 / 1 / 1394هـ ويشير إلى خبر في الصفحة الثالثة بعنوان « ثمانية آلاف سيارة ستنتجها المملكة قريباً» حيث إنه سيفتتح مصنع للسيارات في المملكة في القريب العاجل إن شاء الله. ثم يكتب (اقلب الصفحة)! وينقل خبراً عنوان « مواعيد الامتحانات والإجازات بالكليات والمعاهد العلمية» ويسرد تفاصيل المواعيد، وعلى الصفحة السابعة خبر عن دورة الخليج العربي الثالثة المزمع إقامتها في الكويت، ثم يذكر خبراً نشرته الجزيرة في صفحتها الأخيرة الثامنة عن إقامة مصنعين للأسمنت في ينبع والقصيم. ولا يخفى الحس الوطني العالي الذي يتقافز فرحاً بين السطور بتحقيق أي منجز صناعي يحقق الاكتفاء الذاتي أو يفيض من السيارات - مثلاً - أو الأسمنت.
ومن طرائف الرسائل في ذلك الزمن أنني أوصيت (صالح) بشراء راديو رأيت مثيلاً له في العطيان - إحدى قرى الحوطة - عند أحد المعارف، يقول « لقد ذهبت إلى محلات الداود في يوم السبت الذي ذهبت فيه من عندكم بعد العصر وسألت عن الراديو الذي شفته في العطيان وأعطاني أخوه بالضبط، وسألته عن الثمن فقال لي بمبلغ 35 ريالاً فطلبت منه أن يخففه قليلاً ولكن رفض، وبعد ذلك اشتريته لك بمبلغ 35 وتركته عندي حتى أجد رجلاً ثقة يجيبه لك»!.
وفي رسالة مؤرخة بـ 9 / 9 / 1401هـ من الأخ عبد الرحمن - رحمه الله - طلب فيها إصلاح أخطاء وقع فيها الخياط الذي فصل له ثوبه للعيد « سوف أرسل ثوبي مع صالح بن سعود والأخ عبد العزيز قد فصل عند خياط الحوطة، معذرة فقد أخذنا من وقتك الكثير بالذهاب إلى الخياط مراراً ومن جهدك كذلك « ويبدو أن إصلاح الثوب تم مرات عدة!
ومن الطريف أنه استهل هذه الرسالة غاضباً بادئاً بقوله بعد البسملة « السلام على من اتبع الهدى: وبعد ثم بارك بدخول شهر رمضان، وذكر أحوال الأهل والعمة سارة والأخ إبراهيم والخالة نورة وجدي سعد بن داود، وانتهى إلى مربط الفرس حيث استهل الرسالة بالدعوة لي بالهداية؛ فقال « رأيت كتابتك في هوامش صحفية يوم الثلاثاء وبئس الكتابة والرأي، ورأيت كتابة القاضي في هوامش صحفية يوم الأربعاء ونعم الكتابة والرأي وعسى أن يستمر على ذلك. رأيت كتابتك في أطباق رمضانية يومي الأربعاء والجمعة وهي كتابة ممتازة ومرحة؛ وخاصة ما حدث للمخرج حينما وضع أذان الفجر بدل أذان المغرب، ويعذر على ذلك «. ويعني بالقاضي الأستاذ حمد، ولا أتذكر الآن ما الذي أغضبه حتى شن علي هذا الهجوم العنيف من أول سطر بادئاً بالسلام على من اتبع الهدى، حتى ظننت أنني ارتكبت كبيرة من الكبائر في ذلك المقال!.
يتبع