رأينا فى المقال الذى سبق أن الحاج وصل فى مسيره تجاه بيت الله الحرام إلى ما يسمى جفر البعر والتى اخترت أنها (عمره) التي توافق سمت الطريق وهي تقع عند (نعل راهص) (روس أبقار) ومما قوي هذا الاختيار كون الماءة تقع فى بئر وليست مطوية بحجارة وأسفلها أوسع من أعلاها وهذا يوافق تعريف الجفر واسمها جفر البعر ويتجه بعدها الحاج صوب مكة المكرمة وقبل أن يصل إلى (الدثينة) (الدفينة) التي بها يلتقي حاج أيمن حجر اليمامة مع حاج البصرة وأقرب ما ينطبق عليه أوصاف الحنيظلة، من وجهة نظري هي عفيفة قال الأصفهاني فى كتاب بلاد العرب صفحة 134-135 ثم الجفر جفر البعر يأخذ عليه طريق الحاج من طريق حجر وحنيظلة والطريق يأخذ عليها..) وهذا ينطبق من وجهة نظري على عفيفة قبل بلدة عفيف فهي تبعد عن (عمرة) ما يقارب 22 كيلومتراً قبلة عنها وفي الطريق يمرون على جبلين عمودين سود والأرض تحتهما بيضاء بكثرة بالمروة واسمها الآن الخَرَج وهما شرق عن عفيفة بما يقارب 5 كيلومترات ولعلهما الرقاشان اللذين قال عنهما صاحب كتاب بلاد العرب الأصفهاني صفحة 152.. (الضمر والضائن كان فيما مضي لسلول وهما جبلان لبني كلاب وهما قبلة معدن الأحسن والرقاشان لنا وراء هذين الجبلين في قبلتهما على يوم من ورائهما أو أكثر....)
وقال نصر الإسكندري في كتابه الأمكنة والمياه والجبال والآثار ج1 صفحة 527: (الرقاشان جبلان بأعلى الشريف في ملتقى دار كعب وكلاب وحولهما براث من الأرض هي التي رقشتهما...)
وتبقى بعد ذلك المتعشي الذى يلتقي فيه طريق حاج حجر اليمامة مع حاج البصرة وهو الدفينة ويبعد متعشاه عنه 26كيلومتراً باتجاه مكة، وهو يحتوي على مبانٍ حجرية متهدمة في وادي المملوهة، وبهذا نكون استكملنا طريق حاج حجر اليمامة الأيمن ووصلنا إلى التقائه مع طريق حاج البصرة ليستكملا طريقهما إلى بيت الله الحرام.
** **
- عبدالله عبدالرحمن الضراب