لِرؤى الجَفاءِ على لِحاظِكَ أسْطُرُ
فيها مِنَ الأحْقادِ مالا يُبْصِرُ
كمْ عكَّرَتْ لغةَ الصَّفاءِ لأنَّها
مهما صَفَتْ .. من مَنْبَعٍ يتكدَّرُ!
ما كنتُ أحسبُ أنَّ طبْعَكَ هكذا
حتى بدا لي من خفائكَ مُخْبِرُ
وعلمتُ من وجْهِ الحقيقةِ أنَ من
يصفو لمثلكِ بالمُقابِلِ يخْسَرُ
مهما أسْأتَ فلنْ أبادلَ سيِّئاً
بإساءةٍ لدنوِّ طبْعكِ أصْبِرُ
يتطاولُ التَّلفيقُ مِنَكَ تأسُّفاً
والبُهْتُ شرَّاً باعتذاركَ يكثرُ
أتُخِيطُ ثوبَكَ واللئامَ تآمراً؟
للغيرِ كي يُرْوَى بمن لا يَسْبرُ؟
بالزَّورِ تؤذي من سما بطباعِه
أكذا دنوِّكَ للكرامِ يُصَوِّرُ؟
فكأنَّ أصلَ الدَّجلِ منكَ وما سَرَتْ
من خسِّةٍ بدنوِّ أصلِكَ تظْهْرُ
أخطَأتَ كمْ ليُقَالَ إنَّكَ مُخْطِئٌ
لمْ ينتهرْ يوماً ولا يتذمّرُ؟!
أترى التَّقوُّلَ في الكرامِ تفكُّهاً؟
أنسِيتَ كونَكَ قبْلَه أمْ تذكُرُ؟؟
ذَنَبَاً عرفتُكَ لمْ تزَلْ متأهِّباً
ذَنَباً لأذنابٍ تُشير وتأمرُ!
وتُدِيلُ من سُخْفِ التَّحزُّبِ هالةً
ليقالَ إنكَ في التَّآلفِ عبْقَرُ
ما عبقريَّاً من يسيرُ كآلةٍ
للغيرٍ يعزفُ سوءَهمْ ويطوِّرُ
لا شيءَ أنت بغيرِ حزبٍ فاسقٍ
أوْ زُمرَةٍ بخطامِها تَتسَوَّرُ
***
لا يحملُ الإيمانَ – حقَّاً- كاذبٌ
يا ليت من يعنيه شعري يَشْعرُ
والخَتْرُ أيَّاً كانَ عيبٌ فاحشٌ
أمَّا بأصحابٍ أشدُّ وأخطَرُ
أفَمُ الصَّفاقةٍ بالتَّمادي لا يعي
أنَّ الصَّفيق لنقْصِه يَتَضَوطَرُ؟
دع عنك ما يُخزيكَ قاصدَ عفْوَ من
غفروا بَلاكَ وهمْ برَدْعِكَ أقدْرُ
فلَعلَّ من جافاكَ يرجع صَاحِباً
ولعلَّ قربَكَ بالمودَّةِ يظْفرُ
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور