أصدرت دارة الملك عبدالعزيز مؤخرًا العددين الأول والثاني للسنة الخامسة والأربعين 1440هـ من مجلتها الفصلية المحكَّمة (الدارة) التي تعمل على نشر البحوث العلمية الأصيلة والمبتكرة في مجالات تاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية وجغرافيتها وآدابها وفق المعايير المهنية العالمية.
وفي العدد الأول نشرت (الدارة) أربعة بحوث علمية؛ أولها بحث للأستاذ الدكتور جمال شفيق عليان من كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود بعنوان (صياغة تاريخ قصر فهد بن سعود في الدرعية وتحليل مكوناته باستخدام الدلائل المعمارية) وهو عبارة عن دراسة تحليلية لمكونات القصر العائد إلى أخي الإمام عبدالله بن سعود آخر أئمة الدولة السعودية الأولى، بهدف استقراء ما تبقى عليه من دلائل لتحديد أجزائه وعناصره المعمارية والإنشائية المفقودة التي تقود إلى تحديد شكل القصر وتكوينه الفراغي المعماري زمن بنائه ومراحل تطور التراكمات المعمارية اللاحقة فيه التي تسبق أي أعمال للترميم والصيانة وإعادة التأهيل، والتي من المفترض أن تقود عملية الحفاظ المعماري عليه.
أما البحث الثاني فهو عن (قلعة الفرع الأثرية: دراسة وصفية تحليلية) للدكتورة رحمة بنت عواد السناني من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة، وهو دراسة للقلعة القديمة التي يعود تاريخها إلى حقبة ما قبل الميلاد، وتقع في قرية الفرع غرب محافظة العيص على طريق التجارة القديم المتجه إلى الشام والمسمى بطريق مأرب البتراء في العهد القديم، وعملت الدراسة على معرفة تاريخ بناء القلعة، واختيار موقعها، والدافع لبنائها، وخصائصها المعمارية، والآثار التي عُثر عليها بداخلها، وقريبًا منها، وصلتها ببعض المنشآت المعمارية القريبة منها، والحضارة التي بنتها.
ونُشر في العدد بحث للأستاذ إبراهيم بن سعد الحقيل من إدارة التعليم بالمجمعة بعنوان (الفهرس الثاني لمكتبة الشيخ عبدالرحمن بن عبيد) وهو دراسة وصفية لنص فهرس مخطوط محفوظ في الدارة، شملت خطه ولغته وأسلوبه والمنهج المتبع في كتابته، مع تحليل لمحتويات الفهرس بتعداد ما ورد فيه من عناوين كتب وذكر فنونها، وبقراءة مضمون الفهرس للتوصل إلى كاتبه وصاحب المكتبة المفهرسة، ثم أُتبعت الدراسة بتحقيق لهذا النص والتعليق عليه وشرح ما ورد فيه من عبارات وألفاظ، لا سيما أنه كتب بلغة أقرب إلى العامية، وهو يعطي صورة من صور الحراك العلمي الذي كان سائدًا في زمن كاتب الفهرس في إقليم نجد عمومًا وفي منطقة سدير على وجه الخصوص.
أما البحث الرابع والأخير في العدد فهو للدكتورة ريم بنت معيض الحربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، بعنوان (وثيقتا وقف الأشرف خليل بن قلاوون: دراسة تاريخية)، ويتناول دراسة وثيقتين ترجعان إلى العصر المملوكي حفظهما مخطوط لم ينشر، وتتضمن الوثيقتان وقف الملك الأشرف خليل بن قلاوون الضِياع التي افتتحها في بلاد الشام على مصالح القبة العظمى التي أنشأها والده الملك المنصور قلاوون، وضِياعٌ أخرى على مدرسته وتربته المعروفة بالأشرفية بالقاهرة وعلى مستحقيها، وهما وثيقتان جديدتان لم يسبق دراستهما ونشرهما، جرى نشرها لأهميتهما في دراسة التاريخ الحضاري لحقبة مهمة من عصر المماليك.