د. حسن بن فهد الهويمل
قيل من قبل:- كم كلمة قالت لصاحبها دعني؛ وذلك حين يتأذى القائل من مَقولِه. وتلك كلمات بلاغية للموعظة غير المباشرة.
الراصد لمشاهد الكلمة تتبدى له عثرات:
الألسن، والأقلام من عمالقة: الفكر، والأدب، وبخاصة أولئك الذين تأخذهم العزة بالإثم، ويستخفهم الزهو، والتطاول؛ فيرون أنفسهم ممن يخرقون الأرض، أو يبلغون الجبال طولاً.
وعثرات العمالقة لها دوي، كدوي الصواعق؛ لأن تعملقهم كثَّر سوادهم، ونوَّع خصومهم، وضخَّم عثراتهم.
في العصر الحديث كثرت الزلّات والتجاوزات، وفُهمت حرية: التفكير، والتعبير على غير مراد المُشرّع.
ثم إن مشهد الفكر، والأدب في عالمنا المهزوم تصطرع فيه حضارات: متنوعة، متكافئة، وغير متكافئة، وتسوده قامات تبعية، ألغت نفسها: طائعة مختارة، راضية بأن تكون مع الخوالف.
حين يبلغ العملاق ذروة العملقة يستفزه شيطانه، وتؤزه نفسه الأمَّارة، وتستزله مشيته الطاووسية، فيخوض في المحذور، ويقع في الحمى.
كان (القصيمي) سلفياً متشدداً، وعالماً ربانياً واسع المعرفة، متعمق الفهم. قيل عنه: دفع مهور الحور العين بكتابه (الصراع...)، ثم بدأ انتكاسته بكتابه (هذه هي الأغلال).
(طه حسين) كان أزهرياً، ثم صار سربونياً، ثم انتكس بكتابه (في الأدب الجاهلي).
(شاهين) صفَّى خصومه بسيف الإسلام، ثم أرداه كتابه (أبونا آدم).
(حنفي) بدا مفكراً متوازناً، حتى أنكر بعض الأسماء الحسنى كـ (الجبار) و(المتكبر).
وقُل مثل ذلك عن علماء، ومفكرين، وشعراء، وروائيين.
ودعك ممن خاضوا في غير تخصصاتهم للكسب، أو للشهرة.
كُتب كثيرة، تمنى أصحابها لو خُسفت بها الأرض، وصار بينهم وبينها أمد بعيد.
في المقابل هناك كتب أعلت من شأن أصحابها، وهي دون المؤمل:
مثل: (مختصر المزني)، و(جواهر الأدب)، ورواية (موسم الهجرة)، و(دع القلق)، و(لا تحزن).
في النهاية المسألة ضربة حظ، أو ضربة عقاب، نسأل الله التوفيق، والسداد، ونعوذ به من المكر، والاستدراج.