مساء أم صباح الجنة عليك يا جدي
إنك خلف أضلعي أتحسسك بأطراف أناملي أحففك بالدعوات كثيراً ليصلك شوقي وبري فيك.
قرأت بالأمس اقتباس «كأنك كل البيوت».
وأجد حضن جدي يتجسد لي في هذه العبارة
أجزم أنني فعلاً قد حضيت بـ حضاً وافرا لأنني حفيدته
سباقنا على أخذ «العصى» ماكان إلا شعور في أنفسنا أننا الأقرب لقلبه!
كل الأمور الممنوعة والأنظمة في منازلنا كانت متاحة بأمر من جدي
السهر الصوت العالي اللعب بالماء وتحت الشمس.. إلخ
إلى الآن ونحن في شكوك مستمرة جدي من كان يحب أكثر ؟ أنا أم تلك أم ذاك
لازالت رائحة راحة يديه في قلبي وتفاصيل يديه وعروقها في ذاكرتي.
الأجداد هكذا دائما ولكنني متيقنة أن جدي كان عظيما ومختلفا جداً.
يتفاوت عمق هذا الألم بداخلنا كان الطريق إلى منزله دافئاً حنوناً كصوته ومنذ وفاته لم يعد الطريق بسيطا وممتعا كما السابق.
بوفاته أصبحت اللحظات والمناسبات كسلسلة معقودة وناقصة يصعب فكها ويستحيل إغلاقها.
إننا لم نعتد على مُر فراق جدي ولكننا اعتدنا على أن نتظاهر أننا بخير دونه. رحمك الله يا جدي.
** **
- منيرة سعد