عثمان أبوبكر مالي
عمت فرحة كبيرة كافة أرجاء الوطن مع إعلان الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2020، هذه الميزانية التي يترقبها العالم بأثره؛ لما لها من أهمية وتأثير بشكل كبير في المنطقة وفي اقتصاد العالم، كما يتفق عليه الخبراء والمحللون الاقتصاديون، ولما نشاهده من تركيز وتخصيص مساحات صحفية وإعلامية تفسح لها على صعيد واسع، والأهم من كل ذلك ما فيها من (أرقام فلكية) كبيرة تخصص عادة لبرامج الحياة والمرافق العامة والخدمات الأساسية، ومن أجل رفع مستوى جودة حياة المواطن وتنويع الاقتصاد.
الموازنة السنوية التي أعلنت يوم الاثنين الماضي في كلمة ضافية لخادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- سيبلغ الإنفاق فيها (تريليون وعشرين ملياراً)؛ جاءت بمبشرات كثيرة معززة وداعمة لأهداف رؤية 2030، التي تتسابق المعطيات للوصول إليها وتحقيقها، من خلال الإستراتيجيات المرسومة، وتكشف الميزانية عن مدى العمل المبرمج والجهود المقصودة المقبلة لذلك، عن طريق رفع كفاءة الخدمات الحكومية في التنمية والاقتصاد لتحقيق رغد العيش للمواطن ومواصلة المشوار بازدهار في جميع مجالات الحياة.. ويأتي في مقدمتها مجال الرياضة والشباب، وما يخصص لهما من صرف كبير يصل إلى (167) ملياراً، وهو ما يقدر بـ (7.4 %) من المجموع الكلي للميزانية، وهذا الرقم الكبير يمثل المخصصات المعتمدة لقطاع (الخدمات الاجتماعية) والتي يندرج من ضمنها قطاع الرياضة والشباب، الذي شهد خلال العامين الماضيين ازدهاراً مطرداً وإنفاقاً غير مسبوق، جعل من الملاعب والساحات والميادين الرياضية في المملكة العربية السعودية مسرحاً لمشاركات عالمية، واستضافة بطولات كبرى في كل الألعاب الرياضية العالمية الرسمية والودية والاستعراضية، بما فيها المواجهات الكبيرة الودية، مثل (كلاسيكو الأرض).
ومن خلال ما تجده الرياضة من اهتمام ودعم ومتابعة واعتماد صرف كبير من الموازنة، سيكون المحفز مطرداً والدوافع قوية لتطور أكبر في مجال الرياضة، وتطلعات المسؤولين وتوسيع البرامج والمشاركات، وحتى في الحوافز والمكافآت التي تقدم للمبدعين والمتفوقين، ومن يحصلون على مراكز وجوائز (كؤوس وميداليات) في المحافل الإقليمية والقارية.. والشواهد على هذا كثيرة؛ لعل أقربها وأقواها ما حصل عليه فريق الهلال بعد إنجازه الأخير في بطولة دوري أبطال آسيا، وغيره من المنتخبات والفرق في كافة الألعاب المختلفة.. وسيكون في جعبة الرياضة السعودية الكثير مما ننتظره بعد كل الدعم.
اللهم أدم علينا نعمك وأجعلها ميزانية خير وبركة علينا وعلى وطننا المعطاء، واحفظ لنا مليكنا (خادم الحرمين الشريفين) وسمو ولي عهده الأمين وحكومتهما الرشيدة.
كلام مشفّر
- (طموحنا عنان السماء) الشعار الذي رفعه سمو ولي العهد، لن يغيب عنا، ولابد أن تكون اللافتة التي يضعها كل مسؤول وكل رياضي، بل كل مواطن أمام ناظريه، وهو يقرر أو يختار أو يشارك أو يقدم أيّ عطاء في مجاله -أيّاً كان- وفي المجال الرياضي على وجه الخصوص، بعد أن أصبح أكثر دعماً وسعة ورحابة عن أيّ وقت مضى.
- الأكيد أن التطلعات تكبر والآمال تتوسع والمسؤولية تزداد على جهاز الرياضة (الهيئة العامة للرياضة)، وهو الجهاز الحيوي الذي يمتلك كفاءات شابة وحيوية، لابد أن يدفعها الدعم غير المسبوق إلى مضاعفة الجهد والعطاء وتنوع النشاط وزيادة الإنتاج بما يواكب التأييد الكبير لبرامجها وتوجهاتها.
- الاستقبال (الرسمي) الذي حظي به لاعبو المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، بعد انتهاء مشاركتهم في بطولة (خليجي 24) يحمل مضامين كثيرة، فرغم الخسارة وإضاعة فرصة تحقيق اللقب، يأتي الاستقبال ليكون فيه تعزيز للثقة في اللاعبين وجهازيهما الإداري والفني، وتأكيد التقدير والتثمين لما قدموه في المباراة النهائية، وفي البطولة عموماً، وهو أمر مستحق بغض النظر عن نتيجة مباراة التتويج التي أضاعها الأخضر بإقدام لاعبيه بشهادة الجميع.
- يجدر هنا الإشارة إلى أن (سياط النقد) التي وجهت إلى مدرب المنتخب، كانت في أكثرها مبالغ فيها -من وجهة نظري-، وتجاهل لكثير مما فعله الأخضر.. صحيح كانت هناك أخطاء على صعيد العمل الفني وأيضاً الأداء الجدي من بعض اللاعبين، وكان بالإمكان أفضل مما كان، لكن في نفس الوقت كان هناك جهد وكان هناك عطاء واجتهاد، ومحصلة البطولة جيدة، رغم خسارة الكأس.
- لا يمكن تجاهل (المكاسب) التي خرج بها الأخضر، سواء على صعيد تعزيز اللاعبين الثقة في أنفسهم، وتأكيد أمكانية الوصول إلى منتخب قادر خلال الفترة المقبلة، مع تعرف المدرب أكثر وأكثر على لاعبيه، ومع تطور أداء اللاعبين، بشهادة الألقاب التي حصل بعضهم عليها في البطولة.