«الجزيرة» - متابعة محمد المنيف:
إذا حضر تتألق وتزهر به قلوب الحاضرين، وإذا تحدث ترتقي بكلماته الكلمات شعراً وخطابة، سياسي بالدرجة الأولى قدوة للفكر الراقي، مثقف بلا حدود وفنان يرسم اللوحة بمشاعر الشاعر.
ذلك هو صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كريم الخصال، يده بالبذل تعلو ولا يعلى عليها، كان لتشريفه حفل مسابقة (خطنا تراثنا) ما يزهو به الخط العربي في يوم جائزته حيث كان للمسابقة ما يوازي ما خصصت له فالخط العربي يعد فرس سبق الفنون العربية والإسلامية.
كان يوم الأحد الماضي يوما جديدا للمبدعين في هذا الوطن الذي لا تخلو أيامه من مشاريع وفعاليات ومنها إبداعات الفنون البصرية التي تحظى باهتمام كبير من لدن خادم الحرمين الشريفين والد الجميع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان يحفظهما الله، ظهر علامة هذا الاهتمام في خطط وبرامج وزارة الثقافة ومؤسسة مسك لتصب في نهر الرؤية الوطنية وانطلاقا من هذا الاهتمام رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وشرف حفل مسابقة (خطنا تراثنا) التي تنظمها جمعية الثقافة والفنون في جدة بالتعاون مع شركة تراثنا للمسؤولية الاجتماعية. حفل جمع أقطاب الثقافة والمال والأعمال والإعلام حيث كان الحضور يضم عددا من أعيان ومثقفي مدينة جدة يتقدمهم معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الإعلام السابق والسفير السابق لخادم الحرمين الشريفين في دولة المغرب، ومدير التعليم بمحافظة جدة، ومدير فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ وليد بافقيه ورئيس النادي الأدبي الدكتور عبدالله السلمي والمدير التنفيذي لملتقى مكة الثقافي الدكتور محمد المسعودي ونائب القنصل البحريني محمد وليد، ومن القنصلية العمانية نائب القنصل العماني سيف العامري وبرفقته السيد ابراهيم الخروصي، ورئيس شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات الداعم للمسابقة المهندس سليمان البابطين، نائبه المهندس ماجد الحيسوني الرئيس التنفيذي لشركة تراثنا وعدد كبير من المهتمين وقناصل الدول، وكان في استقبال سموه مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الأستاذ محمد آل صبيح، حبث بدأ سموه بجولة على المعرض المصاحب المشتمل على الأعمال الفائزة، والتي بلغت ستين عملاً مصحوبة بشرح واف عن نوعية المشاركات والخطوط المستهدفة التي تضمن الكثير منها كلمات خالدة من أقوال خادم الحرمين الشريفين زها بها الحرف ورقصت لها الكلمات وتألق في إبداعها المتسابقون مع ما شمل المعرض من لوحات خطية تعددت فيها الجمل والمعاني، ومن ثم توجه إلى قاعة الحفل ليبدأ بالسلام الملكي ومن ثم قراءة آيات من الذكر الحكيم تبعها كلمة للجنة المنظمة للمسابقة والتي ألقاها نيابة عنهم رئيس شركة تراثنا المهندس ماجد الحيسون والتي بيّن فيها عدد المتسابقين الذين تم قبول أعمالهم والتي وصلت سبعمائة عمل ومن جميع أنحاء المملكة ومن مبتعثين خارج الوطن وكان الترشيح لستين عملا للفوز بالجوائز، بعد ذلك عُرض فيلم وثائقمتناولاً المسابقة وأهدافها تحدث فيه مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة قائلاً: المملكة غنية بثرواتها الطبيعية وغنية جدا بثقافتها وفنونها وتراثها وقبل ذلك وبعده هي غنية بالإنسان السعودي المبدع بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأشار إلى الدعم الذي يجده المثقفون من أمير الفكر والثقافة الأمير خالد الفيصل، ليكمل البرنامج فقراته بتكريم المراكز الثلاثة الأولى في كل مسار من المسارات الأربعة.
الفرسان يستلمون
جوائزهم من يد سموه
بعد ذلك بدأ الفائزون التسعة الأوائل باستلام جوائزهم من يدي سمو الأمير خالد الفيصل بناء على فروع الخط حيث تسلم كل من عبد الرحمن المالكي وإبراهيم آل زايد وعبيد النفيعي، جوائز فرع خط الثُلث، وتسلم كل من خالد الدحمي ورائد الشمري وحيدر العلوي جوائز فرع خط النسخ، وكذلك تسلم كل من جمال العنزي وبشائر عبد اللطيف وليلى النجار جوائز فرع الخط الديواني، وتم حجب المراكز الأولى الثلاث الأولى في التشكيل بالخط العربي، تلا ذلك تكريم سموه الجهة الراعية للحفل شركة أرامكو السعودية ممثلة في شركة تراثنا وكذا لجنة التحكيم والتي ترأسها الخطاط إبراهيم العرافي وبعضوية كل من الخطاطين سعود خان وسراج علاف ومنسق اللجنة التشكيلي سعيد لافي.
من جانبه تحدث مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الأستاذ محمد آل صبيح معبرا عن امتنانه على تشريف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، مشيدا ببادرة سموه بمضاعفة قيمة الجائزة والتي تدل -كما يرى - على اهتمام سموه بالفنون وترسيخ القيم ومنها فن الخط العربي الذي يعد هوية نعتز بها، وتشجيعا منه رعاه الله على عودة جانب مشرق من الفنون الإسلامية مضيفاً: لا يخفى على الجميع أهمية ومكانة هذه المسابقات الثقافية ودورها في تعزيز القيم الوطنية، واكتشاف للمواهب وتشجيعها وتنمية موهبتها وهذا ماتنصه رؤية المملكة 2030 والتي نعمل جاهدين نحن في جمعية الثقافة والفنون بجدة على تقديم برامج وفعاليات تلبي التطلعات.
الخط العربي تاريخ وتراث
لا يخفى على أحد ما يشكله الخط العربي من أهمية في تشكيل هوية إبداعية عربية وإسلامية تسابق عليها الخطاطون العرب منذ الأزل واستحدث لها وظائف في دواوين الخلفاء والملوك إلى أن وصل إلى عالمنا الحديث منافسا كل ما طرأ من تطوير الأدوات للكتابة إلا أن كتابته باليد لا زالت الأبرز والأكثر تمكنا وإتقانا ولهذا تأتي هذه المسابقة وبحضور رجل الإبداع والثقافة والفكر والاقتناء الأمير خالد الفيصل تتويجا لهؤلاء المبدعين المتمسكين بتراثهم كما هو على أصوله.