أحمد بن عبدالرحمن الجبير
كانت رؤية المملكة 2030م خياراً وطنياً مدروساً، تقف خلفها إرادة ملكية حازمة، فقد كانت نقطة تحول إستراتيجية في حياتنا الاقتصادية، ومساراً كان من الواجب اتباعه قبل سنوات، حيث الوفرة الاقتصادية، والتحديات السياسية الأقل، ولكنها الإرادة التي وجدت بأن من الواجب وضع البدائل وتغيير النهج الاقتصادي، وهيكلة العديد من القطاعات، ضمن رؤية مستقبلية، تؤسس مرحلة جديدة من الاعتماد على الذات الإنتاجية.
لهذا أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- عند إقرار الميزانية للعام 2020م على الاستخدام الأمثل للموارد المالية واستثمارها، وتعزيز مسيرة التنمية، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، وتنويع مصادر الدخل، وتحسين فرص العمل للمواطنين، والعمل على كبح ارتفاع التضخم، وغلاء الأسعار، حيث تم تمديد صرف بدل غلاء المعيشة للعام 2020م.
والدولة أعزها الله تتبنى نهج الشفافية في التعامل مع مواطنيها، وتوضح للرأي العام الآليات التنفيذية، وخططها في ترجمة هذه التوجهات، ضمن منظومة من المشاريع الهادفة، لخدمة الوطن والمواطن، في ظروف اقتصادية دولية، وإقليمية غير طبيعية، تجعلنا مؤمنين بهذه القيادة الحكيمة والرشيدة التي تسخر كل الإمكانات لتحقيق الأمن، والاستقرار الوطني رغم ركود الاقتصاد العالمي وتراجع أسعار النفط.
تضمنت الميزانية للعام 2020م إيرادات بلغت 833 مليار ريال، ومصروفات بلغت 1020 مليار ريال، والذي يؤكد حرص الدولة - أعزها الله - على استمرار مسيرة التنمية، وتنويع مصادر الدخل ورفع مستوى الشفافية، وكفاءة الإنفاق، والارتقاء بالخدمات الحكومية، ورفع مستوى جودة الحياة وتنفيذ مبادرات الرؤية السعودية 2030م، والتي يقودها سمو ولي العهد الأمين بكل اقتدار.
كما أن ميزانية 2020م تحمل في طياتها الخير الكثير، والتي أتت بعد ميزانيات عديدة حققت نمواً مميزاً للاقتصاد السعودي، ووضعت المملكة في مصاف الدول الاقتصادية الكبرى، وصار لها مكانة مرموقة بين المجموعة الاقتصادية الدولية، سواء من خلال منظمة الأمم المتحدة، أو البنك الدولي، أو مجموعة العشرين.
من جهتها نظمت وزارة المالية، بمشاركة عددٍ من الوزراء والمسؤولين، مؤتمراً بخصوص ميزانية المملكة 2020م الثلاثاء الماضي في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، وتحدث معالي وزير المالية والوزراء الآخرون عن النهج الجديد، والتطور الإيجابي للميزانية، والقطاعات الأخرى حيث أصبحت الشفافية، والوضوح نبراساً للجميع.
وشكراً لوزارة المالية على مبادرتها الهادفة بتنظيمها هذا المؤتمر، والحوار البناء الذي تم مع الوزراء والمختصين، وكتاب الرأي ووسائل الإعلام، والذي كان مهنيًا وشفافًا، حيث تحدث الوزراء عن إستراتيجيات وزاراتهم، وعن التقنية، والتحول الرقمي، وتسهيل تواصل المواطن مع الجهات الحكومية، والقطاع الخاص عبر التقنية، ووسائل التواصل الاجتماعي.
لقد سعدنا باللقاء، ومناقشة الميزانية، وهويتها الجديدة وتوجهاتها، وأسلوب أدائها في ظل التحول الاقتصادي 2020م، والرؤية السعودية 2030م، فشكراً لمعالي وزير المالية، ولجميع الوزراء الذين شاركوا في اللقاء، والشكر موصول لجميع الحضور، والكتاب والإعلاميين، ولجميع من ساهم في إخراج اللقاء بهذا المستوى المهني الرائع.