تتميز البلدة التاريخية في عيون الجواء بمنطقة القصيم بتصميمها المتميز، وتكامل عناصرها المعمارية مما يؤهلها لتكون نموذجا للقرية النجدية المتكاملة.
تحتضن البلدة التاريخية الجامع القديم الذي يتميز بكبر مساحته وسقفه المرتفع وتزينه عقود وأعمدة وسوار بنيت بشكل هندسي جميل، وله سرحة بنيت على طرازه، وكانت تقف في أحد جوانبه منارة دائرية الشكل شامخة وجميلة.
وتكمن أهمية الجامع في قدم بنائه، وكبار السن في المنطقة لا يذكرون تاريخاً محدداً لبنائه، ورُمِّم عام 1331هـ، وأعيد ترميمه عام 1371هـ. ويتميز مبنى الجامع بجودة العمارة وجمال التصميم الداخلي؛ إذ يتكون من عدد كبير من الأعمدة المربوطة بأقواس مجصصة ومزخرفة زادت من روعة وجمال المسجد.
وهناك مدرسة الكتاتيب وهي ملحق صغير بالجامع القديم كان صغار الطلاب يتلقون تعليمهم الأولي فيه مثل القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، ويقع ملاصقاً للجامع القديم من جهة القبلة، وقد قسم إلى قسمين: داخلي مسقوف وله مصاطب للجلوس (حبوس) وفناء صغير ملحق به وأحياناً يلحق به عريش من سعف النخيل عندما يزيد عدد الطلاب الدارسين فيه.
والسوق القديم (المجلس) وهو سوق شعبي قديم يعد نموذجاً لأسواق القرى النجدية الكبيرة، ويقع قرب الجامع القديم، وقد نفذ على نمط الأسواق الإسلامية القديمة في متسع من الأرض وتحيط به الدكاكين من جميع جهاته وتنتهي إليه رؤوس الشوارع العامة في البلد وعلى أغلب محلاته مظلات (عريش) ويوجد فيه ما يزيد على (50) خمسين متجراً، ويسمى قديماً بـ(المجلس)، وقد كان يعج بحركة تجارية كبيرة؛ كونه يخدم بلدان شمال غرب القصيم؛ فكان مقصداً للباعة لتصريف منتجاتهم في ذلك الزمن من الألبان والسمن والبقل والماشية، إضافة إلى وجود الحرفيين من نجارين وحدادين وخرازين وباعة أقمشة.
وتتكون غالب منازل البلدة القديمة من مجلس للضيوف يسمى (القهوة) وغرف للنوم وصالة تسمى (القبة) ومطبخ وغرفة لحفظ الأطعمة (صفة) وحوش صغير (الليوان).
ويعد مجلس الضيوف (القهوة) أهم المكونات في المنزل؛ لذا يقوم صاحب المنزل بزيادة مساحته عن بقية الغرف ويضيف إليه احتياجاته من أوجار (مكان إيقاد النار) وكمار لوضع الأواني التي يحتاج إليها وفتحات للتهوية، ويزين المجلس بالزخارف الجبسية والهندسية المنفذة بدقة وعناية.
وقد قامت هيئة السياحة والتراث الوطني بالشراكة مع بلدية عيون الجواء بتنفيذ مشروع لترميم وتأهيل البلدة.