«الجزيرة» - أسامة الزيني:
تطرح الدعوة الماليزية إلى عقد قمة كوالالمبور 2019 بدعوى «إيجاد حلول جديدة للأمة الإسلامية»، سؤالاً حول ماهية الحلول التي تبحث عنها ماليزيا..؟؛ بعيداً عن منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة، وقد حققت منذ تأسيسها إنجازات تاريخية في مجال العمل الإسلامي المشترك وخدمة قضايا المسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ويبقى السؤال أيضاً: ما الذي يمنع بعد الدعوة إلى قمة إسلامية «مصغرة» خارج إطار منظمة التعاون الإسلامي في كوالالمبور قيام تكتلات مماثلة بين دول إسلامية أخرى لم توجه لها الدعوة لعقد قمم أخرى، تشتت الجهد وتبدد مساعي إصلاح هيكل المنظمة؟.
ويعود السؤال عن «جدوى القمة المصغرة؟» ليطرح نفسه من جديد بعد إلغاء مشاركة رئيس وزراء باكستان عمران خان، وتخفيض مستوى التمثيل إلى وزير الخارجية، الأمر الذي يعكس عدم قناعة أحد أبرز الدول المؤسسة للتحالف الإسلامي المصغر بإمكانية تحقيق أي نجاح خارج إطار منظمة التعاون الإسلامي.
لكن السؤال الأبرز من بين الأسئلة التي يمكن أن تطرح نفسها حول هذا الإجراء، أليس من الغبن للمملكة ولدورها التاريخي في خدمة قضايا الأمة الإسلامية الالتفاف حول دورها المركزي بعد ما قدمته من مساعدات كبيرة لجميع دول العالم الإسلامي، ودعمها لجميع قضايا الأمة الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية..؟.
واقع الأمر أن قمة ماليزيا لا يمكنها أن تحقق أيّ نتائج عملية أو مؤثرة في ظل مشاركة عدد محدود من الدول الإسلامية يعاني بعضها أزمات سياسية واقتصادية وبعضها متورط في أعمال عدائية ضد دول إسلامية أخرى.. فقط ستضع هذه القمة بذرة للفرقة والشتات بين الدول الإسلامية، وتتسبب في فقدان العالم الإسلامي منجزات تاريخ من العطاء لمنظمة التعاون الإسلامية، منها على سبيل المثال لا الحصر: إنشاء البنك الإسلامي للتنمية، الذي عزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في 57 دولة إسلامية، ويقدم خدماته في مجالات جودة المياه والطاقة وصحة المرأة وإدخال التقنيات الجديدة لتحسين جودة التعليم، وبرامج للمنح الدراسية لفائدة الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية في الدول غير الأعضاء، وإنشاء 34 منظمة متخصصة تخدم التخصصات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والعلمية والاجتماعية والإنسانية، وإصدار قرار 18/16 لمكافحة «الإسلاموفوبيا»، واستحداث إدارة الشئون الإنسانية في المنظمة، لمد يد العون والمساعدات للمتضررين في العالم الإسلامي، وإنشاء مركز صوت الحكمة الذي يدفع إلى مكافحة الكراهية والتطرف، ونشر خطاب معتدل على شبكات التواصل الاجتماعي لتقديم الصورة الصحيحة للإسلام، وإطلاق أول قمة علمية من نوعها في كازاخستان والتي أعلنت عن إستراتيجية علمية للابتكار والبحث العلمي حتى العام 2026.