مها محمد الشريف
أُدرجت شركة أرامكو بالسوق المالية السعودية بعد أن حقق اكتتابها نجاحًا ساحقًا، وتجاوزت تريليونَي دولار، وقد وصلت ستة أضعاف المبلغ المطلوب بمبلغ 446 مليار ريال، بخمسة ملايين مكتتب. وإذا أمعنا النظر في العدد لوجدناه يفوق عدد سكان بعض الدول بعشرين مرة.
ويؤخذ من هذه الأهمية قدرة شركة أرامكو على تحقيق الريادة في قطاع النفط والغاز، بالتنوع والتكامل والتوسع في أعمالها؛ لتنافس كبرى الشركات العالمية. وهذا الطرح يجلب المستثمرين لتعزيز مصالحنا مع العالم. وقد دلت المشاهدات على تسيُّدها موقعًا متميزًا على خريطة قطاع الطاقة، والبُعد السياسي لبناء شراكات اقتصادية واستثمارية مع العالم، تستفيد منه بالوصول إلى الغاية التي ترومها وتتربع بها على عرش الشركات المدرجة في بورصات العالم، بقيمة سوقية تبلغ تريليونَي مليار دولار.
وفضلاً عن ذلك، فإن الاقتصاد العالمي سيتأثر من جراء الخطوة السعودية في جوانب مختلفة عدة. فأولاً أسواق النفط ستكون أكثر توازنًا واستقرارًا.. ويشاهَد أيضًا الأثر الكبير في أحد أهم القطاعات في الاقتصاد الدولي كله. ثانيًا الخطوة السعودية تعني عمليًّا ضخ عوائد بيع أسهم «أرامكو» في صناديق استثمارية لمصلحة «رؤية المملكة 2030»؛ وهذا يعني مزيدًا من الاستثمارات على نطاق واسع، ذات طابع متنوع، وبمستوى عالٍ من التركيز لمراقبة النتائج.
وعليه، فثروة الأمة تتوقف على ما يُبذل من النشاط والمهارة في العمل. ومن المؤكد أن رجال الدولة يملكون الكيفية لزيادة الاستثمار، وهم على جانب كبير من النباهة والحذق؛ لذا نجد كلمة وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان حول شركة أرامكو السعودية بأنها ستتجاوز قيمتها على الأرجح تريليونَي دولار، وهي التي يستهدفها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأضاف سموه بأن «الطرح العام الأوليّ الناجح كان يوم الفخر في حياتي المهنية حتى الآن، وأثبت الطرح أن العديد من منتقدي الصفقة كانوا على خطأ، ويمكنهم المراهنة على حدوث ذلك، وأن شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة حددت السعر النهائي لأسهمها بـ32 ريالاً (8.53 دولار)، وتقدر قيمة الشركة الأكثر ربحية في العالم بـ1.7 تريليون دولار، وحصدت الشركة أكثر من 119 مليار دولار في طرحها العام».
وبعد طرح شركة أرامكو للاكتتاب وصفها موقع بلومبيرج الإخباري بالشركة الأكثر ربحية في العالم، كخطوة أولى على طريق طرحها لاحقًا في البورصات العالمية، وكيف تبدو إدارة الأهداف وعناصرها الجوهرية الاستراتيجية لتلك الخطوة؟ وإلى أي مدى تتفق مع توقعات السوق الدولية؟ وما مدى تأثيرها في شركات النفط والاقتصاد العالمي؟ وكيف يمكن أن يتحقق ذلك بالفعل؟
تساؤلات تضع نصب عينيك التوازن الأمثل بين ما هو شاق ولكنه واقعي، وما هو واقعي ولكنه يسير للغاية بين «أرامكو» وأسواق المال.
ومن المثير للاهتمام أن تحقيق الأهداف يجعل بلوغها أساسًا لبناء الثقة والكفاءة المذهلة؛ ليرى الآخرون نجاحك مستمرًّا عبر سلسلة تقع ضمن نطاق رؤيتك التي قبلها العالم بترحاب متزايد، وأدرك بعدها المشككين بقيمة التفكير الطموح الذي يؤتي أُكله في نواحٍ عديدة من ضمنها الاستعداد للمستقبل بكيفية عبقرية فذة طرحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل ثلاثة أعوام في ظل ظروف اقتصادية عالمية صعبة، وحينها تبيَّن للعالم معالم الطريق نحو بلوغ الهدف الكبير الذي أحدث هزة في أسواق المال الدولية، ونقطة انطلاق رئيسية للتوقعات والدراسات.
شركة أرامكو السعودية تحقق الريادة في قطاع النفط والغاز، بالتنوع والتكامل والتوسع في أعمالها؛ لتنافس كبرى الشركات العالمية، وتضع بصمتها على خريطة قطاع الطاقة العالمي.