د. خيرية السقاف
في معمعة المعاش، وزخم الدنيا، مع سيرورة الوقت،
وفي زحمة الطرق، باختلاف الرغبات، وتبادل العلاقات..
مع توارد المنغصات، وسدر الضحكات، ومدارات العبرات،
مع اقتناء المطعِمات، واكتناز المكسيات،
مع الأصوات تُطلق، وتُسمَع،
وفي الأخذ، والعطاء، والركض والاسترخاء، والتنعم، والاستزادة..
في الصعود، والهبوط، في الاستغناء، والحاجة،
مع اليسر، والفاقة، والعافية والمرض، والسرور، والنكد،
مع الهمة والكسل، والقوة والضعف،
بالجاه، والوجاهة، في الظل والخفاء، والشهرة والانزواء
مع كل هذا، وفي كل هذا، وبكل هذا، ولكل هذا؛
تتسع الحدقات، وتُستخدم القوى، ويتفاعل الوجدان، وتتوالد الأفكار، وتطبخ النوايا، وتُغرى الضمائر، وتتنامى الرغبات، وتشكل الغايات، وتُلتهم الأوقات،
كل هذا لوقت سيمضي، لثرى سيؤول مدفناً، لحياة ستنتهي مع زفرة..
لحصاد سيؤول لوارث، لاسم سيقال كان، لجاه سيمضي فوقه آخرون،
هذا هزل يتشظى في ملهاه السادرُ حين يكون هشاً في بُناه، رخواً في غاياته،
ساذجاً في طموحاته، قصيراً في أبعاده، يمضي مغمضاً عيني بصيرته..
باسطاً فضاء بشريته، حاداً سهام دنياه، شاداً مئزر رغباته، مرخياً عنان وعيه، راكباً سنام دنياه..
في لحظة وعيه الخاطفة وهو يلفظ أنفاسه إن استطاع أن يقول: «يا ليتني قدمت لحياتي»،
فلسوف يعي أنه مغادر إلى حياته الأبدية!!..