د.شريف بن محمد الأتربي
تظل الرياض عاصمة السحر والجمال تجذب إليها محبيها ومريديها من كل حدب وصوب، فالمتجوّل في شوارعها لا ينفك أن يجد بجواره سيارات أو ركاب أو مشاة من جنسيات عربية أو أجنبية يتسوّقون أو يمارسون السياحة بكافة أشكالها وخاصة مع فعاليات موسم الرياض التي أشعلت لياليها طرباً وفرحاً.
وخلال الأسبوع الفائت كانت الرياض قبلة للأحداث والقاسم المشترك في كافة نشرات الأخبار العربية والعالمية بدءاً من الاحتفاء بمرور خمس سنوات على تولي مولاي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مقاليد الحكم والذي بدأت معها حقبة الدولة السعودية الجديدة؛ الدولة السعودية الرابعة تنطلق لتثقل العبء على كُتَّاب التاريخ في ملاحقة إنجازاتها وقفزاتها المتسارعة والتي تعجز أذكى أجهزة الحاسوب عن توقّعها أو احتساب ردود الفعل عليها حالياً، ولعل العلماء يتمكّنون مستقبلاً من إيجاد الآلة التي تفسِّر ما حدث للسعودية في هذه الفترة الوجيزة ليتقبله العقل بسهولة.
ومرورًا باجتماعات المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الأربعين والذي تم التأكيد فيه على رؤى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، على أن يظل هذا المجلس المبارك كياناً متكاملاً، متماسكاً ومترابطاً، وقادراً على مواجهة كافة التحديات والمخاطر، وإنه خلال مسيرته تحققت العديد من الإنجازات المهمة من خلال التمسك بالمبادئ التي وضعها قادة دول المجلس، في النظام الأساسي الذي تم إقراره في مايو 1981، وتحقيق الهدف الأعلى لمجلس التعاون وهو «تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها». كما تم التأكيد على وقوف دول مجلس التعاون صفاً واحداً أمام الاعتداءات التي تعرَّضت لها المملكة العربية السعودية، خلال هذا العام تجسيداً للسياسة الدفاعية لمجلس التعاون القائمة على مبدأ الأمن الجماعي المتكامل والمتكافل للدفاع عن كيان ومقومات ومصالح دوله وأراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية، وللمبادئ التي تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك، التي تم إقرارها في عام 2000م. وتؤكد التحديات التي تواجهها المنطقة الأهمية القصوى لتعزيز آليات التعاون بين دول المجلس في جميع المجالات انطلاقاً من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - والتي أقرّها القادة في قمة الرياض ديسمبر 2015م.
ويأتي الأربعاء السعيد لينطلق سهم أرامكو في التداول، بعد إدراجها أسهمها في السوق السعودية، حيث بلغت القيمة المتداولة لأسهم الشركة في الساعة الأولى من إدراجها، حوالي 770 مليون ريال سعودي، أي 205 ملايين دولار، ليرتفع بذلك تقييم الشركة إلى 1.9 تريليون دولار. لتصبح شركة أرامكو، الشركة المدرجة الأكبر في العالم. وتفوق بذلك أكبر خمس شركات نفط في العالم مجتمعة، وهي شركات: إكسون موبيل، وتوتال، وداتش شيل، وشيفرون، وبريتش بتروليوم.
ليكون الخميس حُسن الختام بتأكيد الدولة على مكافحة الفساد بصدور ثلاثة أوامر ملكية في هذا الشأن هدفت إلى تعديل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد من خلال إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسات المتصلة بمكافحة الفساد المالي والإداري في السعودية، حيث تم ضم هيئة الرقابة والتحقيق والمباحث الإدارية إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وتعديل اسمها ليكون هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، لتستمر الدولة في الضرب بيد من حديد على كل من تسوِّل له نفسه محاولة الاستيلاء على المال العام أو استغلال منصبه للتربّح وأن شغل الوظائف هدفها خدمة المواطن وتجويد العمل وليس التربّح من الوظيفة وقد تضمنت القرارات الملكية تتبع الفساد في أي مكان والكشف عنه ومراقبة الذمة المالية للموظفين والتأكد من عدم تغيرها من خلال شغل وظائفهم، حيث تضمنت الترتيبات إنشاء وحدة تحقيق وادعاء جنائي في هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، تختص بالتحقيق الجنائي في القضايا الجنائية المتعلِّقة بالفساد المالي والإداري، والادعاء فيها.
إن الرياض كانت وستكون وستظل -بإذن الله - واحة الأمن والأمان لكل العالم وواجهة محببة له.
حفظ الله قادتنا وديارنا.