د. صالح بن سعد اللحيدان
يوصف بعض الناس بأنه بعيد النظر في مجال ما أو في مجالين، أو أنه بعيد النظر في النباهة وقوة وسداد الرأي بوجه عام.
1 - يقال: بعيد النظر/ ذكي متمرس.
2 - ويقال بعيد النظر/ يتوقى لقوة نباهته.
3 - وبعيد النظر/ حسن المعرفة.
4 - وبعيد نظره/ ذكي ويتوقع الأمور.
5 - وهذا بعيد النظر/ شديد الانتباه مع الحذر.
6 - وبعيد النظر/ فاهم وحاضر البديهة.
7 - ونظرة بعيد/ عميق اختبر الأيام.
8 - لديه بعد نظر/ متمرس ومدرك.
9 - وبعيد النظر/ ذكي خلاب.
وبعد النظر يراد به البُعد المعنوي أي قوي البصيرة، سديد الرأي في الجملة.
فلا يمكن أن يكون العجول - والأحمق - وحار الطبع - والحقود - ومن ينشد الاستحسان ذا بعد نظر؛ فبُعد النظر حالة من حالات العقل العميق المتريث الصبور.
فإن نجح إنسان ما نجاحاً جيداً فلا يطلق عليه بعيد النظر حتى يتم اختياره بالمصاحبة وكثرة السؤال ومغاضبته؛ لأن الحلم من أهم صفات النظر البعيد، فإن كان ينشد الرئاسة والمدح والمال فهذا قصير النظر وقريب المدى قولاً واحداً.
بعيد النظر هو من يقايس الأمور بأشباهها، ويتوقى ويحذر ويطيل الصمت.. والسكت.. والدل.
فإن كان يسعى لذات نفسه، أو أنه يريد شيئاً يخفيه، فهو يتخلق ويتودد ويطيل اقتناص الفرص لذاته، فهذا ليس ببعيد نظر، إنما هو ذو قلب معيشي متكسب، أو هو نفعي. ومثل هذا لا يخلو قلبه من الحقد.
ومن خلال علم الطباع الاستقرائية ودراسة أحوال الناس فإن من أهم صفات بعيد النظر ما يأتي:
1 - حاد المزاج.. أو قل عصبي المزاج.
2 - لديه إلمام فطري جيد.
3 - كريم البذل.
4 - سهل القياد مع دهاء ظاهر.
5 - له حضور نفسي مرغوب.
6 - عنيف التربية بثقة وواقعية.
7 - صبور.
8 - متسامح جيد الكلام موزون.
9 - عريض الجبهة.
10 - لا يميل للترفه والبذخ.
11 - حذر قل أن يخطئ.
12 - بار بأقاربه جداً لا يفرق بينهم.
13 - إذا عودي أو تم ظلمه انسحب.
14 - سديد الألفاظ قليل الكلام.
15 - وجد أن كثيراً منهم بطيء المشي.
16 - وجد أن كثيراً جل نظره الملاحظة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر فهذا النوع لا ينفع في كسب (بعد النظر الاكتساب)، لكن يفيد قراءة سير هذا النوع من الناس (عبدالرحمن الناصر) مثلاً أو (المعتصم) أو (يحيى بن سعيد القطان) أو (سعيد بن منصور المروزي) أو (منصور بن المعتمر) أو مثلاً (أم سلمة). وقد تجدي قراءة سيرة (هونكه) أو (تشارلز دكنز) أو (الكسس كارليل) من المعاصرين. وليس يفوتني هنا مصاحبة النفس ومراقبة الفكر والصدق في الاتجاه والشعور القوي بالمسؤولية لمن كان أباً أو أماً أو مسؤولاً أياً كانت هذه المسؤولية.
ولعل من نوافل قول القول أنه يجب أن يعلم الإنسان أن الناس يعلمون عنه كل شيء ولو بعد حين، وهذا يدعو إلى أخذ الحذر من التطاول وحب إبراز الذات والظلم، ولاسيما الظلم المتلبس بلباس الدهاء والمكر.
من هنا قد يجدي هذا نفعاً ولو بصورة مقاربة.