عطية محمد عطية عقيلان
في مناكفاتنا على منصات التواصل الاجتماعي وفي البرامج الحوارية على مختلف الوسائل الإعلامية، هناك أشخاص يهمهم الاعتراض فقط من أجل الاختلاف بعيدًا عن المنطق والعقلانية، بل ما يصدمك تناقضهم في مقاطع سابقة لهم يؤيدون ما يعارضونه الآن، مع إيماني أن تطور الفكر واختلاف الرأي يتغير بوصل معلومات جديدة والقراءة والسنوات والأيام ولكنك تكتشف في نقاش آخر أن تغيرهم أو اختلافهم من باب المناكفة والعناد. نلاحظ ذلك بوضوح وبشكل جلي في السجال والنقاش السياسي والرياضي، فنرى المحللين يتلونون ويتغيرون حسب ميولهم وعدائهم وأحيانًا حسب ممولهم بتغير بين ليلة وضحاها وأحيانًا بنفس الحلقة حسب مصالحهم. لذا مهما عملت هناك من ينتقد سلوكك ولا يعجبه ما تقوم به، حتى إنك أحيانًا تقف عاجزًا لا حول ولا قوة لك فيما يقوم به من حولك من الأصدقاء أو الزملاء والأقارب وردات فعلهم أو قولهم على ما تطرحه، فحرص على أن يكون قولك أو عملك عن قناعة ورضى وعدل بما تحمله من قيم وأخلاق ومبادئ مع لمسة إنسانية إيجابية تمنح التفاؤل من باب قول الخير والتبشير، ولا يعيبك عند اكتشاف خطأك أن تعدله وتذكر دومًا هناك من يعاييرك ويجادلك فقط من باب المناكفة والعناد وتصيد الأخطاء، فلا تتحمس أكثر من اللازم وتأخذ كل المقولات والأطروحات والتعليقات على محمل الجد فأغلبها من باب ادعاء المثالية (الزائفة)، بل إن بعض الأطروحات من أجل كسب أكبر عدد من المؤيدين والمتعاطفين (من باب الشعبوية) خاصة من بعض نجوم وسائل التواصل الاجتماعي الذين يهدفون إلى زيادة عدد متابعيهم ومن ثم زيادة دخلهم من الإعلانات ولكنهم ضحوا بك واعتبروك سلعة لجذبك من أجل إثارتك لتساعدهم بنشر آرائهم ومقولاتهم التي تهدف إلى تحقيق الربح لهم فقط، علمًا أن الإثارة مرتبطة بشكل كبير في العمل الإعلامي فذاك مذيع يبحث عنها (حتى ولو على حساب سنه وقيمه)، وذاك صحفي مشاكس متلون من أجل مزيد من المتابعة، لذا لنحرص بتخفيف حماسنا في الحوارات والنقاشات وإثبات وجهة نظرنا لا سيما إذا كان الموجودين من النوع (المناكف) الذي يبحث عن الاختلاف وإثبات عدم صحة وجهة نظرك.
ولنعتمد مبدأ تخفيف الحماس عند تلقي الأخبار والقصص ومع كل نقاش أو جدال وليس بالضرورة أن يكون لدينا وجهة نظر أو رأي مؤيد أو مغاير فبعض النقاشات تحتاج فيها أن تكون كالماء لا لون ولا رائحة لكي تسلم من الدخول في مناكفات ومن ثم خلافات وعلى رأي الشاعر سعد ابن جدلان -رحمه الله- مثل ما قال المثل دام تمشي مشها.