د.دلال بنت مخلد الحربي
لعل من أبشع أنواع السرقات هي السرقات العلمية التي تمثل في النهاية نمطاً من أنماط الفساد، وإذا كانت السرقة الشائعة والتي يقر بها الناس عامة هي سرقة النصوص كاملة ونسبتها إلى السارق هي الأوضح وهي التي يتسابق الناس في شجبها وفي إدانة من قام بالسرقة غير أن هناك سرقات أو أنماط من السرقة كثيرة لا تقتصر على سرقة النصوص من بينها سرقة الأفكار وسرقة المنهج.
أما الأفكار فهي في الغالب الأعم تكون سرقة خفية قد لا يعرفها إلا المسروق منه ومن يكون قد اطلع على العملين عمل السارق وعمل المسروق منه، وهنا يتحايل السارق عادة باللجوء إلى أساليب خادعة تتمثل في التقديم والتأخير أو بإضافة تعليق أو تحوير معلومة غير أن الأمر لا يتعدى في النهاية السرقة العلمية.
وهذا الأمر يختلف عن التماثل الذي يظهر في بعض الأحيان بين بعض البحوث والدراسات ولكن بمنهج مختلف ومعالجة مختلفة دون أن تكون هناك شبه سرقة لأن الفكر الإنساني قد يتقارب من شخص لآخر فيعالج باحث موضوعاً، ويعالجه آخر دون أن يراه أو يقتبس منه لكنه في النهاية تدور بعض أفكارهما حول نقاط تتشابه فيها المعالجة.
ومما يقوي مسألة سرقة الأفكار التي أشرت إليها من قبل أن السارق عادة يتحاشى الإشارة إلى من سبقه في طرق الموضوع رغم أن إمكانية عدم الاطلاع عليه غير واردة لأسباب منها أن يكون البحث في الموضوع ذاته بحذافيره وثانياً أن يكون السارق والمسروق في منطقة واحدة.
في النهاية:
هذا الموضوع قد يعاني منه الكثير ممن يبذلون الجهد ويبحثون وينقبون ويأتي من يسرق أفكارهم ويستخدمها في عمل آخر ينسب الفضل فيه لنفسه مغفلاً الجهد الذي بذله من سبقه.