عثمان أبوبكر مالي
على مدى تاريخه الطويل تولى زمام الأمور في نادي الاتحاد كثيرٌ من رجالاته وأسمائه الخالدة، ممن قادوا مسيرته المظفرة وحضوره الطاغي وحِقَبه المتعددة بكل ما فيها، وبمسميات مختلفة (رسمية) كاقتعاد كرسي الرئاسة الساخن، أو من خلال مجلسه الشرفي (رئاسة وعضوية).
لا يُعرف في تاريخ النادي الحديث أن أيًّا من (قياداته)، وتحديدًا رؤساءه السابقين، كان يتولى بمفرده الصرف على النادي (من حُر ماله) باستثناء اسمين فقط ـ حسب علمي ـ هما الأمير طلال بن منصور - متعه الله بالصحة والعافية -، والشيخ يوسف الطويل - رحمه الله -. فيما وجد كل الرؤساء من قبلهما ومن بعدهما المساندة والوقوف و(الدعم) القوي من قِبل (كبار) رجالاته الذين عُرفوا بمسميات مختلفة، أُطلقت عليهم من الإعلام وجماهيره العاشقة، مثل (الرمز والحكيم والداعم والمنقذ والفعال والمؤثر).. وغيرها. وهذه الألقاب بمجرد ذكرها يُعرف المعنيّ بها من (القامات) الكبيرة، ويستذكر المنصفون دورهم وأعمالهم ومساعيهم وجهودهم مع النادي ورؤسائه على مدى التاريخ.
هذه الخاصية لا وجود لها، ولم تعد اليوم قائمة في النادي الكبير من بعد توقُّف (العضو الداعم) عام 2011م، وهو آخر مَن أعطوا بسخاء، من غير إعلان أو إعلام أو منَّة أو ظهور أو تسجيل.. لدرجة أن هناك مَن أنكروا وتنكروا (لاحقًا) لكل ما صرف وقدَّم، وما كانت تتحدث به أفواههم وألسنتهم ودُوِّن في (أحاديث الركبان) وأسفار التاريخ!!
ذلك لا يعني أنه لم يأتِ بعد ذلك التاريخ داعم، لكنه غالبًا إما مشروط، أو موقوف على اسم الرئيس والإدارة التي تتسلم المهمة؛ وهو ما جعل الأمور تتباين وتختلف كثيرًا على النادي الكبير ومَن تولى مسؤولياته، وبشكل كبير جماهيره التي اعتادت أن تراه (منغنغًا) وسهمًا قياديًّا بفضل الدعم الكبير.. فيما لم يعد (المقتعدون الجدد)، وحتى العائدون من بعيد، قادرين على السير به وفق (الصرف) الذي تعوَّده؛ فأغرقوه بالديون و(القروض) التي ألقت به (مكبلاً) يترنح تارة بين رئيس قادم، وآخر مغادر، وتارة بين إدارة تأتي (مكلفة) منتصف الموسم، وتغادر آخره، وهي تستقبل أخرى تدخله بالصفة نفسها(!!)
واستمرت الحال حتى الموسم الماضي الذي كان يمكن أن يكون (موسم العودة) بعد التدخل الكبير، و(هدية) تسديد الديون من سمو ولي العهد - حفظه الله - وحضور رئيس بمواصفات (العاشق) السخي الذي كان ينتظر ويستطيع إعادة سيرة الوقفة المجردة والسخاء المشهود، ويُضرب به المثل، غير أن الاتحاديين بعد أن تدهور الفريق، وساءت النتائج، لم يحسنوا التعامل؛ فغادر (الرئيس الشاب)؛ لـ(يعود الكتان إلى ما كان عليه)!
اليوم يجب أن يعي ويهتم الاتحاديون بالحقيقة التي تقول إن العميد القوي المتقدم للصفوف، والسهم القيادي في الكرة والرياضة السعودية، لن يعود ولن يتكرر ما لم يكن هناك (داعم) يتولى أموره ومسؤولياته بالأسلوب والكيفية نفسَيْهما اللذين كان يقوم عليهما في الحِقب الماضية، وبالصرف الذي كان يتم في عهد وعلى طريقة (الرمز صرف)!!
كلام مشفر
«اجتماع الرياض الذي تبناه وتولاه عضو النادي الذهبي (نواف المقيرن) هو الأمل في عودة النادي إلى أوضاعه السابقة من خلال (دعم وداعم)، يعمل مع إدارته الشابة (المنتخبة)، ويتم إصلاح الأخطاء الكبيرة، ومعالجة السلبيات الكبيرة والواضحة.
«فترة تسجيل المحترفين الشتوية التي تبدأ بعد ستة أيام هي بمنزلة (طوق النجاة) لإدارة (أنمار الحائلي) وعملها في النادي.. فإما أن يكون لها تحرك مشهود، واستقطابات حقيقية وعملية بهدف (إنقاذ) الفريق من مظلة الهبوط، وهو ما يعني المواصلة والاستمرار، وخلق (استقرار) مطلوب حتى انتهاء سنواتها الانتخابية؛ وبالتالي تخليص رقبتها من (مقصلة) الإقصاء، أو تغادر سريعًا بطريقة الجماهير الاتحادية، غير مأسوف عليها.
«مضت قرابة عشر سنوات ونادي الاتحاد يعيش عدم الاستقرار من خلال توالي الإدارات، حتى ترأسه خلال السنوات العشر الماضية أربعة عشر رئيسًا وإدارة. وهو رقم كبير جدًّا، لا يمكن معه أن تُبنى (لبنة) واحدة في النادي، أو ينشأ فكر إداري أو فني أو (لوجستي) بأي حال من الأحوال.. وهو أمر لا بد من التفكير فيه بتمعن، مع وضع إدارة مفروضة بقوة (النظام) الانتخابات، بشرط أن يكون هناك تغيُّر ومعالجة واستفادة من السقطات والأخطاء ومعالجتها.
«أصبح واضحًا أن هذا النادي (المسكين) لا يساوَى ولا يعامَل مع نظرائه الكبار ـ ومَن هم أقل ـ في أغلب إن لم يكن جميع أموره وقراراته، بل لا تُعطى له بعض حقوقه التي يستحقها وتكفلها الأنظمة، لا في احتجاجاته ودعمه، ولا معاملاته، وأخيرًا حتى في (نقل مبارياته)!! لك الله يا عميد.