د. أحمد الفراج
بعد أن تيقن الإعلام الأمريكي المضاد لترامب أنه ارتكب غلطة العمر، حينما قدّم له خدمة مجانية، ومنحه الانتشار، ووصول رسالته للناخبين المحبطين، قرر أن يكفِّر عن تلك الغلطة التاريخية؛ فأخذ على عاتقه إعلان الحرب الشرسة. وقد بدأت هذه الحرب فور فوزه بالرئاسة. ومَن يمكن أن ينسى الإعلامية ريشال مادو، وهي تنتحب في برنامجها، في معقل الإعلام اليساري، قناة إم إس إن بي سي، بعد إعلان فوز ترامب؛ فتم تصعيد قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وتعامل اليسار مع ترامب على أنه حليف لروسيا بوتين، وأن بوتين ساعده على الفوز، وهي القضية التي أشغلت الرأي العام، وعرقلت عمل إدارة ترامب لمدة عامين، وتولاها واحد من أفضل القانونيين في أمريكا، روبرت مولر، ثم تمت تبرئة ترامب إلى حد كبير، ولم يرُقْ ذلك للديمقراطيين وأنصارهم في الإعلام.
كان المتوقع أن يتقبل خصوم ترامب نتائج التحقيقات، وأن يتوقف الديمقراطيون عن ملاحقته، ويركزوا على الانتخابات القادمة؛ فهي أملهم الوحيد في الخلاص من عدوهم اللدود، دونالد ترامب، ولكنهم بدلاً من ذلك، بدؤوا يشككون في نتائج تحقيق روبرت مولر، وهو الذي كانوا يصفونه بالقانوني المتميز، والمحايد الشجاع، ولم يجدوا شيئًا من الممكن أن يلاحقوا ترامب من خلاله، وما كادت الأمور تهدأ حتى جاءت قضية أوكرانيا، فنجحوا في تصعيدها، رغم أن خطأ ترامب يشبه خطأ نائب الرئيس أوباما، جوزيف بايدن، إن لم يكن أخف منه، وبايدن هو بطل قصة أوكرانيا، وكانوا مصممين على إدانة ترامب هذه المرة؛ فلا يريدونه أن يفلت كما أفلت في قضية التدخل الروسي؛ فتنادوا، يدعمهم الإعلام بشيطنة ترامب وتخوينه، حتى قبل أن تبدأ مداولات القضية، وأخيرًا صوَّتوا على تمرير الاتهامات ضده.. فهل يا ترى كانوا ينشدون العدالة، أم إنها قصة صراع حزبي مستعر؟! هذا ما سنحاول الإجابة عنه في المقال القادم!