ميسون أبو بكر
بين زيارتي الأخيرة لشقراء وما قبلها ثلاثة أعوام، لكن الفرق فيما رأيت كان كبيرا جدا، الطرق المعبدة والشوارع النظيفة، والأحياء والعناية بالقرى التراثية، فالتطور الملحوظ في محافظات المدن الرئيسية هو جزء من مشاريع رؤية البلاد 2030، ومحافظة شقراء كما أكد محافظها المهندس عادل بن عبدالله البواردي تسير بخطى سريعة لتواكب الرؤية التي عبر عنها في لقائه بمجموعة من الإعلاميين أنها هي خطة الطريق التي تسعى محافظة شقراء لتحقيقها في كل نواحي الحياة.
ما ذكره المحافظ النشيط الذي يمضي جل وقته ما بين مكتبه في المحافظة وفي الجولات التفقدية للمنطقة وفي لقاء ذوي الشأن والخبرة لوضع خطط واستراتيجيات والتركيز على ترجمتها هو الطريق السريع الذي تسير فيه شقراء لتحقيق مستقبل زاهر بكل المجالات.
مما استوقفني في حديث محافظ شقراء توجهه للباحثين وأصحاب المشاريع والبحوث الجامعية للاستفادة من بحوثهم في خدمة وتطوير المحافظة كي لا تبقى أسيرة أسوار الجامعة، وليس بغريب على سعادة المهندس عادل الالتفات لهذا الموضوع وهو من أسرة معروفة بالفكر والثقافة حيث استذكرت لقائي بالشاعر الكبير سعد البواردي أطال الله عمره وسوانح ذكرياته وهو ابن شقراء البار وشاعرها الكبير.
كما أن فكرة وضع صندوق للاقتراحات والملاحظات والشكاوي في وسط المدينة التي يطلع عليه شخصيا المحافظ خطوة مهمة في إطار التواصل الحكومي واطلاع المسؤول على اقتراحات أهل المنطقة وملاحظاتهم.
الطريق إلى شقراء كان جميلا كما الوصول إليها، فقد توقفت بمركبتي عدة مرات كلما لاح لي بيت من الشعر وأنشدت أبيات ميسون النجدية «لبيت تخفق الأرواح فيه» كما أني كلما التقيت بشجرة وحيدة وسط هذا الخلاء الممتد والصحراء التي تسكب ذهبها على جانبي الطريق، فقد عرفت طرقا عدة تؤدي إلى شقراء، ففي الذهاب مررت بصلبوخ فحريملاء وفي العودة فضلت القيادة ليلا بطريق القصيم بعد أن أرشدني أحد الإخوان من أهل جلاجل لطريق العودة من شقراء لجلاجل ثم طريق القصيم الرئيسي.
هنا لا بد وأشيد بجهود الإعلاميين في المملكة المتطوعين لتنظيم زيارات لمراكز ومناطق مختلفة في المملكة لتسليط الضوء على جهودها وحاجاتها، فالإعلام هو الواجهة الحقيقية لكل هذه الجهود وهو القناة التي تصل المسؤول بالمجتمع، والتي توصل الأصوات للمسؤول.