عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. بعد أن انتهت فعاليات بطولة أندية العالم التي أقيمت مؤخراً في الدوحة، والتي اعتمدها الفيفا كمعيار لمقدرة قطر على تنظيم كأس العالم عام 2022 والتي ستكون في الدوحة كما هو مقرر لها، ولكن بالعودة إلى البطولة ومستوياتها الفنية والتنظيمية والجماهيرية نجد أنها الأقل بكثير عن سابقاتها من نفس البطولة في جميع النواحي وخاصة المستوى الفني والحضور الجماهيري ورغم أن بطولة العالم للأندية التي أقيمت عام 2005 في اليابان تعد أفضل بقليل من بطولة 2019 الأخيرة إلا أن بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت عام 2000 في البرازيل تعتبر الأفضل وبمراحل من جميع النواحي سواء الفنية أو الأندية وعراقتها وقوة أدائها أوالحضور الجماهيري الكبير، ففي البطولة الأولى والتي كانت في البرازيل البلد المستضيف لها، وهي أم كرة القدم وشعبيتها الجارفة لها سجل الحضور الجماهيري رقماً قياسياً وغير مسبوق حيث بلغ عدد حضور الجماهير للمباريات 537269 بمعدل مايقارب 36734 حضوراً في كل مباراة ناهيك عن المستوى الفني الرفيع للأداء لجميع الفرق والإثارة الكبيرة والتنافس الشرس بين الأندية التي كانت قد وضعت في مجموعتين متوازنتين فنياً ولوجود أندية تعتبركبيرة وقوية في ذلك الوقت وحتى يومنا هذا بل تعتبر الأفضل على مستوى العالم وعلى رأسها ريال مدريد الاسباني الذي كان بطل كأس الإنتركونتيننتال لعام 1998 إضافة إلى الفريق بطل دوري أبطال أوروبا لعام 1998-99 مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي يعتبر من الفرق القوية على مستوى العالم إلى هذا اليوم إضافة إلى فاسكو داغاما بطل كوبا ليبرتادوريس لعام 1998 وكذلك فريق كورينثيانز بطل الدوري البرازيلي لكرة القدم لعام 1998 (النادي المنظم) إضافة إلى نادي النصر السعودي بطل كأس السوبر الآسيوي لعام 1998 والرجاء البيضاوي بطل دوري أبطال افريقيا لعام 1999 إضافة إلى بطل أبطال أوقيانوسيا لعام 1999 فريق جنوب ملبون وأخيرا بطل كأس أبطال الكونكاكاف 1999 فريق نيكاكسا فجميع هذه الأندية ذات قوة وسيطرة خاصة الأوروبية والبرازيلية منها، ومن هنا كانت الإثارة والندية والقوة والمستوى الفني المرتفع والذي انعكس على مستوى البطولة بصفة عامة واستمتع العالم بمشاهدتها ومتابعتها وأخذت حيزا طويلا من الحديث في جميع انحاء المعمورة وهو ما جعل بطولة كأس العالم الأولى الأفخم ولازالت هي الأميز والفوارق واضحة ومنفردة عن غيرها من البطولاالتي تلتها، أما بطولة قطر الأخيرة فقد كانت الأضعف من بين كل البطولات وقد تكون المرة الأولى التي يخسر فيها فريق البلد المضيف خسارة قاسية ومؤلمة قوامها ستة أهداف ويخرج من الدور الاول من فريق متواضع جداً خسر أول لقائه من ممثل آسيا فريق الهلال وهو فريق الترجي التونسي الذي ما لبث أن غادر ولحق بالفريق المستضيف، أما ممثل آسيا الهلال السعودي فقد شهدت مستوياته تفاوتا ومفارقات غريبة عجيبة بين مباراة وأخرى وبين شوط وآخر، وكان بإمكانه أن يقدم أفضل من المستوى والنتائج التي حققها، وتأكيداً لضعف المستوى العام الفني للبطولة أن الفريق الذي حقق المركز الثالث وتقدم على الهلال هو احتياطي فريق مونتيري المكسيكي الذي غادر تسعة من لاعبيه الأساسيين البطولة بعد خسارته الصعبة من فريق ليفربول الانجليزي لارتباط الفريق ببطولة الدوري المحلي في المكسيك، فالفوارق واضحة وجلية من جميع النواحي بين هذه النسخة الأخيرة وما سبقها من بطولات سابقة وخاصة الحضور الجماهيري والأداء الفني الذي لم يكن مقنعا لكل الفرق حتى البطل والوصيف لم يقدما ما يشفع لهما ولكن لضعف المردود الفني للمنافسين استطاع فريق ليفربول من تحقيق البطولة وفريق فلامينغو الوصافة في مستوى ضعيف جدا، أما المركزان الثالث والرابع فقد يصل المستوى إلى درجة مقبول ولكن لا يمكن أن يقارن بأي مما سبقها من بطولات وخاصة الأولى التي كانت الأميز من جميع النواحي سواء على مستوى البلد المستضيف أوأسماء الأندية المتأهلة لبطولة البرازيل، والأهم من ذلك والأميز الحضور الجماهيري الرائع الذي لا يمكن أن يضاهيه أي جماهير في العالم ويكفي عندما تذكر وتقول البرازيل والتي تعتبر الأجمل والأحلى ومصدر السعادة للعبة الأولى عالميا كيف لا وكرة القدم تعتبر لعبتهم الاولى وشعبيتهم وحياتهم التي يستمتعون بها ويمتعون العالم من خلالها.
نقاط للتأمل
- بطولة يكون فيها نادي ريال مدريد القوي والعريق في المركز الرابع ماذا تتوقع أن يكون مستوى البطولة الفني؟ بالطبع انه قوي ومثير وهذا بالضبط المستوى الذي شهدته بطولة كأس العالم الأولى التي أقيمت عام 2000م في البرازيل والتي لم يستطع لا نادي ريال مدريد الإسباني ولا فريق نادي مانشستر يونايتد رغم قوتهما وعراقتهما أن يصنعا الفرق وحققها فريق كورينثيانز البرازيلي ووصيفه فريق فاسكو داغاما، وحل ممثل آسيا والوطن آنذاك فريق النصر سادسا إضافة إلى جائزة اللعب النظيف.
- كان بإمكان فريق نادي الهلال أن يحجز إحدى بطاقات التميز في بطولة كأس العالم الأخيرة التي كانت في الدوحة ففوزه في اللقاء الأول كان أكبر داعم ومحفز للأفضل الا أن ما حدث العكس، فأصبح الفريق متقلبا من شوط لآخر إضافة إلى حصول لاعبين على كروت حمراء بدون داع، والنقطة الأهم فشل لاعبين في إثبات وجودهم وعلى رأسهم خربين والعابد والمعيوف وكان لدى الفريق الهلالي فرصة لكسر رقم الأندية العربية العين والرجاء واللذين وصلا للمباراة النهائية سابقا وكل الاماني ان تسجل الأندية السعودية أرقاما أفضل بإذن الله.
- بصراحة قدم فريق النصر أسوأ مباراة له من موسمين أمام فريق ضمك الثلاثاء الماضي في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وخاصة الشوط الاول الذي يجب أن يكون في عالم النسيان، فذلك الشوط ليس له علاقة بفريق النصر العالمي وغدا سيكون لقاء الفيحاء اختبارا حقيقيا لاستمرار الصدارة أو تراجع وتأكيد مستوى لقاء ضمك فغدا لناظره قريب.
- لا يمكن إخفاء إعجابي بالمعلق العربي الرائع ابن مصر العظيمة بلال علام الذي في كل مباراة يتواجد خلف المايك تتمنى ألا يتوقف عن التعليق والحديث فإضافة إلى وصفه الممتع وتفاعله العفوي يثريك بالمعلومات القيمة الحديثة منها أو القديمة فكم نحن بحاجة إلى معلقين ورياضيين بروح وحماس وثقافة أخينا وحبيبنا بلال علام.
خاتمة:
بلاد دستورها القرآن وشرعه الإسلام يحكم بالعدل ولا يفرق بين حاكم ومحكوم هذه هي السعودية العظيمة بلاد الحرمين الشريفين، فاللهم احفظ بلادنا وقادتنا وشبابنا وانصر جنودنا وأدم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان يا عزيز يارحمن
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.