رقية سليمان الهويريني
انقضت سنة 2019 بحسنها وسيئها، وكانت أيامها مليئة بالمفاجآت والأحداث عالميًا، بينما محليًا كنا ننام على حلم جميل، ونستيقظ على حماس، برغم رتابة انتظار التحسين والتغيير على جميع الأصعدة.
فعلى المستوى السياسي ما زالت تعصف ببعض الدول أزمات طاحنة وعلاقات متوترة، غير أن المملكة بثقلها وحكمة قيادتها استطاعت الحفاظ على اتصالاتها ومصالحها، وما زلنا نحن الشعوب ننتظر الاتحاد الخليجي المنتظر، ليس بتوحيد العملة فحسب بل التنقل بين دول الخليج كما التنقل بين مدن الدولة الواحدة. ونتمنى أن يعبر الجواز السعودي الحدود من دون تأشيرة، وهناك طموحات أخرى ما زالت آمالاً ننتظر تحقيقها.
أما على المستوى الاقتصادي فإن طرح أرامكو للاكتتاب كان حدثًا تاريخيًا وليس سنويًا وسيكون نقطة تحول اقتصادي ستجني بلادنا ثماره لاستكمال مشروعات البنية التحتية المزمع تنفيذها التي ينتظرها أبناء الوطن.
أما الوضع الصحي محليًا فإنه يشهد تحسنًا ملحوظًا لولا تأخير في المواعيد بالرغم من أنني أتمنى تعزيز مفهوم الوقاية لتكون المستشفيات مقرًا للعمليات الجراحية وليس لصرف الدواء. والمبهج على الصعيد الأمني القضاء على بؤرٍ إرهابية كانت تخطط لتقويض الأمن، وكانت رئاسة أمن الدولة بحق نجمًا ساطعًا في سماء الوطن لا سيما في حزمها وإصرارها بالقبض على المعتدين، كما كانت وزارة الداخلية أيقونة بارزة في ملاحقة المتخلفين والمتسللين ومروجي المخدرات وهي إنجازات أمنية تشعرنا بالطمأنينة والاستقرار.
ولم تكن وزارة العدل بعيدة عن الإنجاز في تحقيق النجاحات المتوالية بما يتعلق بالحضانة والنفقة لأبناء المطلقات، وإقرار التقنية في إنهاء أعمالها. كما نجحت وزارة التعليم بإعادة نظام الاختبارات للتلاميذ والحرص على جودة المخرجات التعليمية.
وطالما نحن مقبلون على موسم ماطر فإننا نرجو ألا تهزمنا مشروعات تصريف الأمطار في الشتاء! ونتمنى حل ورطة المرور في مدينة الرياض وحالة المخاض التي ننتظر أن تسفر عن مولود القطار؛ ذلك الحلم الأسطوري الذي يجعلنا نتحمل إغلاق شوارع رئيسة وطرق أساسية.
ونحن نستقبل العام الجديد 2020 بأمل متجدد؛ فإن من حقنا أن نحلم بعام يسوده الأمن والسلام على شعوب العالم، فكل إنسان يأمل العيش بكرامة واستقرار وراحة بال.
كل عام ووطننا وأهله أوفر خيرًا، وقراء الجزيرة أكثر وعيًا وأغزر معرفة.