بغداد - الجزيرة - خاص:
لا تكمن أهمية السفارة الأمريكية في العراق في قيمتها السياسية وموقعها وسط الشرق الأوسط فحسب، فالسفارة التي تعرضت للاعتداء الثلاثاء على يد عناصر ميليشيات الحشد الشعبي لديها خصائص تجعلها فريدة من نوعها.
وكانت عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي قد اقتحمت الثلاثاء الباحة الخارجية للسفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء، وسط حضور قيادات لهذه الميلشيات مثل قيس الخزعلي، وأبو مهدي المهندس، وهادي العامري، وحامد الجزائري.
وتعد السفارة الأمريكية في بغداد الأكبر حول العالم، إذ تماثل مساحتها نفس مساحة مدينة الفاتيكان، وقد أقيمت السفارة على مساحة 104 أفدنة، حيث تعتبر أكبر من أكبر سفارة أميركية في السابق (سفارة يريفان) بنحو خمس مرات، بحسب تقرير لشبكة «فوكس نيوز».
وقد افتتحت السفارة في يناير 2009، بعد سلسلة من عمليات الإنشاءات تخطت تكلفتها الـ750 مليون دولار، حيث تستوعب نحو 16 ألف موظف ومقاول، ويقع مجمع السفارة على نهر دجلة غرب جسر 14 تموز، وتتكون من 21 مبنى، بمساحة تقارب 80 ملعب كرة قدم، ما يجعلها أكبر من مجمع الأمم المتحدة في نيويورك.
ويتكون مجمع السفارة من خمسة أقسام رئيسية، وهم ستة مجمعات سكنية، ومرافق المياه والمخلفات، ومحطة طاقة، ومبنيان دبلوماسيان، وقسم ترفيهي، كما تحتوي السفارة على دور عرض، ومطاعم، ومركز تسوق، وحمام سباحة، وصالة رياضية، وملاعب كرة سلة وكرة قدم، ومجمعات سكنية وتتولى قوات المارينز حماية السفارة الأمريكية في بغداد، التي عززت هياكل مبانيها أكثر من السفارات الأخرى بمقدار مرتين ونصف، بالإضافة إلى احتوائها على خمسة مداخل أمنية مشددة، ومدخل طوارئ، بحسب تقرير لـ«سي إن بي سي نيوز».
تصميم السفارة الهندسي لم ينشر علناً، إلا أنه تم تصميمها بإمكانيات تضمن لها الاكتفاء الذاتي من الطاقة والمياه، في ظل انقطاع الكهرباء والمياه في بغداد، والاضطرابات الأمنية التي تندلع من حين لآخر، ويبلغ ارتفاع السور المحيط بالسفارة نحو 9 أقدام على الأقل، وهو مصنوع من الخرسانة المسلحة القوية لدرجة أنها تكفي لتشتيت قوة الانفجار الصادر عن تفجير سيارة مفخخة أو صواريخ، أو قذائف هاون.
ومن الداخل تم تحصين السفارة بشكل استثنائي، حيث تم تصميمها وكأنها حصن أميركي مضاد للقنابل البيولوجية، إذ تم تزويدها بنظام تنقية الهواء من أي هجوم كيماوي أو بيولوجي، بالإضافة إلى نوافذ صغير تشبه الشقوق.
وتقع السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد، والتي تبلغ مساحتها نحو 10 كيلومترات مربعة، وكانت تحتوي آلاف القطع السكنية؛ وحالياً يتلقى مالكوها تعويضا شهريا، نظير استغلال منازلهم وتعتبر المنطقة الخضراء من أكثر المناطق أمانا في بغداد، ويستقر فيها حالياً حوالي خمسة آلاف مسؤول ومقاول مدني، وهي محاطة بجدران خرسانية وأسوار شائكة وفيها نقاط تفتيش عديدة، كما يحيطها نهر دجلة من الجانبين الجنوبي والشرقي.