ميسون أبو بكر
أنا عاشقة للمنطقة التاريخ، فافتح نوافذ قلبك على مصراعيها لحروفي أيها القارئ الكريم في هذا المقال وتتبع همس حرفي وخطو نبضي في كل مكان قد أذهب بك إليه، لأن موسم الرياض الذي منح الرياض رقة وازدحاماً محبوباً وطوابير من الفرح والبشر دعاني لأكتب عن منطقة المربع بالذات، فلي معها من الذكريات والصلات الروحية ما لي، وكيف هي الأخرى وأكبت الموسم بحلة من الفرح وأجواء من البهاء والضياء.
المنطقة التاريخية وبها دارة الملك عبدالعزيز والمتحف الوطني ومقر الجمعية السعودية للتراث ومقرات أخرى لم يتخطها موسم الرياض، بل جعل منها مكاناً لفعالية مهمة أضفت على المكان سحراً، ولتلك المباني التي شيدت على النمط القديم بلونها الترابي ونمطها المعماري القديم ألقاً مضافاً وجاذبة لزوار نخبة ينشدون الهدوء ومطاعم عالمية حضرت بطاقمها وديكوراتها ولمساتها الخاصة بها لتكون على أرض الرياض وفي المربع بالذات بخطوات مدروسة من الهيئة العامة للترفيه جعلت من الموسم فعاليات مختلفة في أماكن متعددة كل منها يناسب فئات عمرية ما وأذواقاً مختلفة وهوايات ولها أسعار متفاوتة.
في المربع الذي هو على امتداد شارع التلفزيون الذي اعتدت لسنوات طوال أن يكون قبلتي ومقر عملي الإعلامي الذي أعشقه، كان المكان بحلة مضيئة، يستقبل المنظمين من الشباب الزوار وتطل الحديقة الليلية المضيئة على جلسة المطاعم العالمية والمقاهي المتناثرة فيها والجلسات الأنيقة، ولعل من أهم مكونات المكان الشجرة آرتشي التي لها من العمر 129 عاماً تخاطب زوار المكان وتجيب عن أسئلتهم.
مروان الشهري عازف العود وآخرون مبدعون يشعرك عزفهم أنك في أوبرا مفتوحة، والألحان تنطلق لتغازل ليل الرياض، والأجواء الشاعرية تشي بسعادة الزائرين.
المكان يستقطب أصحاب الذائقة الراقية، عشاق الليل والهدوء والأجواء الرومانسية والأكلات العالمية وأولئك الذين عشقوا أصالة المكان واختاروا أن يقضوا وقتاً بين أركانه.
ودعنا عاماً مضى واستقبلنا عاما جديداً، حيث صادف أن كان حجزنا تلك الليلة ونسمات من الهواء البارد تداعب الأشجار والإنسان ناهيك عن الرائحة العطرية التي كانت تنبعث من كل مكان في الحديقة تسر المارين وتأبى إلا أن تشعل كل الحواس في الحديقة الليلية.
وطن بهي هو وطني المملكة العربية السعودية وما يحدث اليوم في كل ركن منه هو مواسم للسعادة والتميز، فكل عام وانتم بألف خير.