سمر المقرن
أحياناً، من فرط الخوف من النمر قد ترتمي الضحية بين مخالبها فيفترسها وتصبح نسيا منسيا، هكذا الحال بالنسبة لبعض أبنائنا الطلاب الذين قد يقعون في جحيم تعاطي المخدرات وخاصة «الكبتاجون» الذي تروج له مافيا المخدرات الملعونة، حيث ينشطون كالخفافيش في موسم الاختبارات بحثاً عن قنص جديد من الطلاب، ليوهموهم أن المخدرات تُنشّط عقولهم وتساعدهم على السهر والمذاكرة! وهذا لا أساس له من الصحة، حيث يقف «الوعي» حجر عثرة في طريق تنفيذ مخططاتهم القذرة. ليضيع الإنسان مدى الحياة في غياهب المخدرات التي تنهكه جسديا وعقليا، وتسبب الاضطرابات الفكرية والذهنية، وتدمر الجهاز العصبي تدميراً بشكل تدريجي، فيقع المتعاطين وخاصة الطلاب ضحايا لوباء لعين فلا حصلوا درسا ولا علما ولا انتبهوا ولا تيقظوا، بل غابوا في ظلمات الخوف والوهم والدمار الأبدي، لأنهم اشتروا الوهم بالعذاب وباعوا أعمارهم وأهلهم وحياتهم ومستقبلهم بثمنٍ بخس!
وخلال الأيام الماضية تزامناً مع فترة الاختبارات، تواصلت التحذيرات من أطباء ومتخصصين حول «الكبتاجون» تحديداً، فما هذا العقار المدمر أو عقار الموت؟ إنه مادة كيميائية مستخرجة من الأمفاتين تعمل في البداية على تحسين المزاج وفي النهاية تقتل الإنسان! وأول من استخدمه الألمان في الحرب العالمية الثانية وسمي مخدر هتلر القاتل، الذي لم يقتل إلا من تعاطاه! وجميعاً شاهدنا مصير الألمان حيث هزموا شر هزيمة فلا نفعهم كبتاجون ولا يحزنون!
ومما يذكر أن أعراض متعاطيه واضحة للعيان في صورة هالات سوداء على الوجه وضعف الشهية للطعام واحمرار العين وعدم الاتزان وهلاوس سمعية وبصرية وعدم السيطرة على الحركة ويدمر بعدها الجسم تماما وينهار مثل المبنى بعد نقص كرات الدم البيضاء وانسداد الأوعية الدموية.
والطامة الكبرى ما أوضحته إحصائية طالعتها مؤخرا أن 70 % من متعاطي المخدرات وعلى رأسهم الكبتاجون بالمملكة دون سن العشرين.
وبرغم أحكام المنافذ في البلاد إلا أنه وفي بداية العام الحالي، ضبطت الجمارك في مرة واحدة مليون حبة كبتاجون كانت مخبأة في كراتين التفاح وحلوى وكاسترد! وتتوالى جهود رجال الأمن لمحاربة المخدر القاتل حيث أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط مليون حبة خلال موسم الاختبارات للعام الدراسي 2017 و14 مليون حبة تم ضبطها عام 2018 في مكة المكرمة وحدها ومليونين و800 ألف حبة في جدة. إنها أرقام مخيفة ليصبح مخدر هتلر القاتل هو أكثر مخدر يتم تعاطيه تليه باقي الأنواع الأخرى. حمى الله بناتنا وأبنائنا من هذا الوباء فطريق العودة منه صعب جداً وطريقه لا يؤدي إلا إلى الجحيم!