د.عبدالعزيز الجار الله
واجهة الحدود الشمالية المنطقة والمحافظات والمراكز التابعة لها سيتغير حالها من منطقة حدودية إلى منطقة تضم الوجهات الاستثمارية والاقتصادية والصناعية والسياحة والتوطين. عدد سكانها (400) ألف نسمة، ومساحتها (104) آلاف كيلو متر مربع، وتضم مدن التعدين مدينة حزم الشمال ومدينة وعد الشمال الصناعية لإنتاج المعادن الصلبة مثل الفوسفات، ومحطة استقبال لمعدن البوكسايت من القصيم وحائل، تقوم الحدود الشمال على بحر قديم كان يغطي الرف العربي الذي يشكل نصف الجزيرة العربية والنصف الثاني الغربي هو الدرع العربي، هذا البحر القديم تيثس يبدأ من الغرب من قوس حائل والقصيم - الرس- والدوادمي والقويعية والخماسين وادي الدواسر، ويمتد إلى الشرق والشمال ليصل إلى العراق والشام بالتحديد سورية حتى يصل البحر الأبيض المتوسط، وتحت أرضه خيرات كثيرة: النفط والغاز والفوسفات والبوكسايت كأكبر خزان للغاز والمعادن الصلبة والسائلة.
وقبل أيام بدأت الهيئة العامة للطيران المدني في مرحلة التشغيل التجريبي لمطار عرعر (الجديد) بمنطقة الحدود الشمالية (التفاصيل جريدة الجزيرة الخميس) وهذا يعني أن المنطقة ستشهد مستقبلاً مختلفاً لتاريخ القديم التي ينظر لها منطقة حدودية، كما أنها تشكل المحور التجاري والاستثماري الرابط بين الخليج العربي مدينة وساحل رأس الخير إلى سواحل تبوك في البحر الأحمر وخليج العقبة وترتبط بقناة السويس التي تتصل بالبحر الأبيض المتوسط ومن هناك إلى أوروبا، وسيتم الربط عبر سكة حديد وطرق معبدة للنقل البري والذي يشكل الجسر البري الرابط بين الخليج العربي والبحر الأحمر.
ينتظر الحدود الشمالية والجوف وتبوك ومحافظات الشمال مستقبل اقتصادي واستثماري مع المدن التعدينية والناقل الاستثماري لتجارة من الشرق إلى الغرب تبوك القريبة جداً من أوروبا.