نظرة المؤلفة ريتشل سوابي الدقيقة والذكية للنساء في مجال العلوم هي أمر يصحح الكثير من الحقائق السائدة.. وهو دليل ميداني للعالمات اللواتي تم نسيان أعمالهن وتم تهميشهن، وكتابها (عنيدات 25 امرأة غيرت وجه التاريخ والعلم) جوهرة حقيقية كالنساء المدهشات اللواتي كان لهن أثر رائع في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
والكتاب يقدم قصصاً تاريخية ومختصرة لنساء قدمن الكثير للإنسانية، وجاء في 338 صفحة من الحجم المتوسط، وقامت بترجمته إلى اللغة العربية لميس بن حافظ.
ومن النساء اللائي تطرق لهن هذا الكتاب فيرجينيا إيغار، وكانت واحدة من أطباء درسوا علم الحواس، وهي متحدثة سريعة ومفكرة نشأت في نيوجرسي.. بدأت تدريبها في الجراحة بجامعة كولومبيا عام 1933 وكانت واحدة من النساء اللائي يدرسن في البلد.. عملت كمساعدة في غرفة الجراحة وهو ما أوصلها لأن تركز في مجال التخدير الحديث ووجهت تركيزها على حديثي الولادة.
وسالومي ويلش الألمانية كانت ترى بطريقة أعمق وأوسع من الجميع عرفت في المحاضرات بمقارنة الاكتشافات العلمية الجديدة بوضعها جنباً إلى جنب بشكل سريع مع تاريخ علم الأحياء أو الوراثة.
نظرتها للأمور كانت شاملة استحدثت مجالاً علمياً جديداً عن طريق دمج مجالين اثنين: علم الوراثة وعلم الأجنة عام 1938.
أما العالمة الفرنسية أميلي دوشاتليه فقد اعتبرت وفاتها في سن الأربعين خسارة كبيرة للمجتمع العلمي، فهي واحدة من أهم العالمات في أوروبا وصنفت كظاهرة وعبقريتها تساوي عبقرية هوراس ونيوتن لكونها ساهمت في فهم معاصريها لفيزياء نيوتن وساعدت كثيراً العلماء على شق طريقهم من خلال مجلد نيوتن الشهير.
والنمساوية ليزمايتنر كان يجب أن تفوز بجائزة نوبل.. حيث كانت موهبة في الفيزياء بشكل استثنائي وكانت منهجية في بحثها وهي مفكرة عميقة ودقيقة كذلك.
وعالمة الفلك الأمريكية مارايا ميتشل عملت أمينة مكتبة في الصباح وجعلت لها مرصداً على سقف منزل والديها.. كانت تعتبره المكان المفضل لها، عملت في أوقات كثيرة لتدرس النجوم وأصبحت وهي في التاسعة والعشرين من أوائل الذين اكتشفوا مذنباً ورسموا مداره وتصدر إنجازها عناوين الصحف الدولية.. ومنحت ميدالية من ملك الدنمارك.
ومن أبرز النساء الذين أسهموا في التغيير سالي رايد الأمريكية التي حصلت على الدكتوراه في الفيزياء، وكانت أول أمريكية تصل إلى الفضاء حيث خضعت لتدريب رواد الفضاء لخمسة أعوام في وكالة ناسا.
والروسية صوفي كواليفسكي غيرت النظرة للرياضيات، فهي ترى أنها عالم من الاحتمالات الأنيقة والتي تتطلب أقصى قدر من الخيال ويجب رفعه إلى مرتبة الفن من أجل الاستغراق فيه بشكل كامل، فهو لا يختلف عن الشعر في شيء، فالشاعر يمتلك نظرة أعمق من الآخرين وعلى الرياضي أن يفعل الشيء نفسه.