د. صالح عبدالله الحمد
تعلو هذه الأيام نبرة الأفعى التركي (أردوغان) تجاه العرب تحديداً، وانتهاز فرصة ضعفهم، وتشتتهم للأسف، وهذا امتداد للسياسة التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه أردوغان في بلاده، مما جعله يكيل التهم، حتى يكون هناك طريق للتدخل السافر في سوريا ومشاركة دولة الفجرة الفرس وروسيا وقتل المسلمين فيها، وإخراجهم من بلادهم، ومساومة الغرب على إيوائهم، كما هو حاصل الآن، وزيادة على ذلك نجد هذا الأفعى مستمرًا في إقامة القواعد العسكرية، في كثير من البلاد العربية، في الوقت الذي تتواجد فيه قواعد عسكرية عدوة للإسلام والمسلمين في بلاده، واستمراراً للغطرسة التي ينتهجها أردوغان، وحبه للظهور، وإصابته بداء العظمة، وشعوره بالنقص، ونفاقه المستمر، في حرصه على مساعدة المسلمين والذود عنهم، إلا أن أعماله التي يقوم بها ضد ما يقوله وينادي فيه دائماً، فالعلاقات الوطيدة جداً مع اليهود الذين يحتلون فلسطين العربية، والتي بها المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين، ومع هذا نجد تلك الحميمية الزائدة بين هذا الأفعى واليهود، وهذا يتمثل في وجود الاتفاقيات الكثيرة، بالاقتصاد، والسياحة، وتبادل خبرات الجيوش، وتدريبهم، وإعطاء اليهود تسهيلات كثيرة، في المجالات كافة، والدليل على ذلك هو عدم الوقوف مع منظمة حماس الإخوانية، التي تربطها روابط أيدلوجيه مع هذا الأفعى، لكن مصالحه مع اليهود أهم من مصالحه مع منظمة حماس، والوقوف مع المسلمين كما يدعي!!! ويتضح ذلك من اتجاهه الآن إلى ليبيا ليقتل المسلمين فيها، مدعياً مساعدتها، ثم زيارته الأخيرة لتونس ومحاولة كسب ودَّها ودعمها حين تدخله عسكرياً، بالإضافة إلى لقاء أصحابه في تونس، حزب النهضة، ومن على شاكلته، فما هو المقصود من ذلك يا ترى؟
هل الأفعى التركي سيساعد الليبيين في جمع شملهم مثلاً؟ أو مدهم بالمساعدات التي يحتاجونها، من أغذية ومعدات، وأدوية، وخلاف ذلك، كلا وألف كلا.. الهدف واضح وهو زرع الفرقة بين الشعب الليبي، والتدخل في شؤونهم، وإحضار المعدات الحربية لقتلهم...
وأما تدخله السافر في قطر، وإقامة القواعد العسكرية فيها، ونهب خيرات هذا البلد الضعيف، وابتزازه في كل لحظةٍ، وزياراته المستمرة بغطرسة وكبرياء، وتجاهل حاكمه في أغلب المناسبات، وهنا أودُّ من الذين يصفقون لهذا الأفعى أن يجيبوا بصراحة..
ما هي أهداف هذا الأفعى؟
هل هي مساعدة المسلمين في هذا البلد كما يدعي؟
أو انتهاز ضعفه ومحاولة السيطرة عليه؟
ثم ما أهداف هذا الأفعى من زيارة السودان في عهد صاحبه الإخواني البشير وعقد الاتفاقيات المختلفة، والتي عليها استفهامات كثيرة منها، إقامة قاعدة عسكرية في سواكن؟ لكن الله خيَّب آماله ومخططاته بإزاحة صاحبه عن الحكم، ولم ولن يحصل على ما أراد بحمد الله....
ثم استمراره بهجومه الإعلامي على بلادنا المملكة العربية السعودية في كل مناسبة، وفي كل وقت، ومحاولة التقليل من أهميتها في العالم الإسلامي، وخدمة الحرمين الشريفين، كان آخر ذلك هو اشتراكه في قمة الفتنة جنباً إلى جنب، مع رئيس المجوس مدعين بمناقشة أحوال العالم الإسلامي، فأي نقاش ناقشوه سوى التخطيط لتدمير العالم الإسلامي، كان من نتيجة ذلك التخطيط إرسال قوات إلى ليبيا وزيارة تونس كما ذكرت..
إن استمرار هذا الأفعى بتهجمه على بلادنا ومضايقة مواطنينا أثناء زيارتهم لبلده، وإلصاق التهم بهم، وإيهام المجتمع التركي والغربي بأن السعوديين أصحاب مشاكل، كل هذا من الحقد والخبث الذي يحتفظ به هذا الأفعى تجاه بلادنا، حكومةً وشعبًا، أما وقد اتضحت الرؤية واتضح الحقد، والخبث، والتآمر، فحريلٌ بمواطنينا مقاطعة هذا البلد، والابتعاد عنه حتى لا تحصل لهم المشاكل من جراء سرقة الأموال والجوازات وإلصاق التهم بهم لإساءة السمعة، فليس بعد تحذيرات سفارتنا هناك من جراء ما حدث إلا الالتزام التام بتلك التحذيرات، والتوقف عن زيارة هذا البلد، وذلك خلال فترة حكم هذا الأفعى وحزبه على الأقل.