عبدالله بن محمد أبابطين
بقلوب مطمئنة وراضية بقدر الله توفي الشيخ محمد بن حمد بن ماضي (عميد أسرة آل ماضي) تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، وعزائي لسيدتي الوالدة الجوهرة بنت محمد بن ماضي وأبنائه وبناته وأسرة الماضي والبابطين.
مهما تحدثنا عن رجل المكارم والوفاء والإخلاص لن نعطيه حقه، لقد عاش طوال عمره وهو يبذل الخير والجاه لكل من يطلبه دون تردد، بل سخّر عمره لخدمة الآخرين وجعل بيته ليلاً ونهاراً لكل من له طلب أو شفاعة أو معونة، كان رمزاً لمنطقة سدير بل لمن هو خارج سدير، وضرب به المثل في الكرم المتناهي، وكل يوم تجد مناسبات الغداء والعشاء، ولم أعهد طوال حياتي وقربي منه إلا والضيوف وأهل الحاجة يفِدون إليه، ويذكرني بمثله قول الشاعر:
تراه إذا ماجئته متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
عرفه القاصي والداني، واشتهر بهذه الصفات العالية. أما عطفه على أقربائه وأسرته فحدّث ولا حرج، هو الأب والأخ الحنون الباذل بكل مايملك لأجل أسرته، تحدثني عنه سيدتي الوالدة حفظها الله وتقول: كان أبو حمد والدنا وأخونا وحبيبنا وسندنا ولم نواجه أي صعوبة في حياتنا وأمامنا أبو حمد، وكان صاحب رأي ومشورة، وقد علمته حياته وخبراته أن يكون الطبيب الذي نلجأ إليه في كل أمورنا. أما حياته العملية فكانت مثالاً للوفاء والإخلاص لدينه ومليكه ووطنه، وقضى معظم سنوات خبرته في الديوان الملكي وهو يؤدي عمله بتفان وإخلاص ووفاء، وله مكانة خاصة عند ولاة الأمر نظير ما خصّه الله بصفات حميدة جعلت الكل يحترمه ويقدّره، ولاشك أن فقد مثل هذا العلم في بلادنا مصيبة عظيمة وأمر جلل على كل من عرف هذا الشيخ الجليل، ولكن يبقى أن أعماله وكرمه شاهد له في الدنيا والآخرة.
جبر الله مصيبتنا بفقدك يا خالي ولاشك أن العين تدمع والقلب يحزن ولن ننساك وأفضالك ولا ننسى أنك كنت والد غاليتي أختك الجوهرة بعد أن فقدت والدها، بل أنت والدنا جميعاً.
اللهم ياذا الجلال والإكرام أكرم عبدك محمد بن حمد بن ماضي كما كان يكرمنا ويكرم غيرنا واجعله في الفردوس الأعلى من الجنة. اللهم آمين. وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.