إبراهيم بن سعد الماجد
رحل الرجل المبتسم، صاحب الطرفة الحاضرة، والروح المرحة، واليد النديّة، والفكر المتقد، رحل الذي يأنس الجميع بحديثه، ويستفيد القريب والبعيد من آرائه، رحل الذي لا ينطق إلا حباً، ولا يعمل إلا معروفاً، ولا يستأنس إلا بمواساة يتيم أو مسكين.
نجيب بن عبدالرحمن الزامل، كان مثالاً للرجل الذي وضع هدفاً في حياته، فكان يحقق كل يوم إنجازاً، ويصنع كل يوم فرقاً، ربما لا يشعر هو به، لكن الآخرين شعروا به، بل أحدث في حياتهم فرقا.
الناس شهود الله في أرضه، وما أحسب (أبو يوسف) إلا ممن اتفق الناس على محبته، وإن لم يعاشروه، أحبوه لفعله، وأحبوه لسيرته، وأحبوه لدماثة خلقه.
كان رحمه الله ناكراً لذاته، مستنكراً لكلام الناس عنه، متهماً لهم بالمبالغة، لم أره يجر إزاره خيلاء، ولا يتحدث تفيهقاً، بل كان بسيطاً متبسطا.
نجيب الزامل.. لم يمر علي اتفاقاً على راحل مثل ما رأيت اتفاق الناس عليه! الكل يعدد مناقبه، والكل يثني عليه، فكان الاتفاق على أنه كريم سجايا.. كريم يمين.. كريم إيثار.. كريم مبادرة.
يالها من محبة تسر خاطر كل من فُجع برحيله، فلا تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على باطل، وأراهم قد اجتمعوا على محبة فقيدنا النجيب.. نجيب.
نسأل الله لوالدته الصالحة العابدة الثبات، وللأبناء والبنات والزوجة والإخوان والأخوات، ولكل من فُجع برحيله حسن العزاء.
والحمد لله على ما قضى.