رجاء العتيبي
برنامج الابتعاث الثقافي الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة الأسبوع الماضي، هو ما ينبغي أن تعمله الوزارة، وهو القيمة المنتظرة التي تلامس هموم المثقفين والفنانين. منذ زمن بعيد والكل يتحدث عن مثل هذا البرنامج ولكن لا حياة لمن تنادي، وجاءت وزارة الثقافة بقيادة سمو الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود ليكون هذا البرنامج واقعًا ملموسًا يبدأ العمل به في 19 يناير من الشهر الحالي، واقعًا باركه الكل واحتفي به الجميع، وما (أبطأ من جاء).
لا نود أن يشغلنا احتفاؤنا ببرنامج الابتعاث الثقافي عن (المهام التنفيذية) له، لأن معظم البرامج تفشل في مرحلة التنفيذ، ولا نريد لهذا البرنامج الحيوي أن يفشل، لأنه يهمنا ويهم كل مثقف وفنان وتحديدًا الجيل الجديد الذي نعول عليهم الكثير.
من الأمور التي نقترحها لنضمن نجاح المهام التنفيذية هي على النحو الآتي:
- أن يشتغل على مرحلة الترشيح للبعثة (فنانون ومثقفون) موثوقون ويعتد بهم يمثلون أكثر من جيل.
- إبعاد (الإداريين) عن أعمال الترشيح ووضع المعايير إلا فيما يتعلق بالخدمات الإدارية المساندة.
ملحوظة1:
عادة ما يتيح (الهيكل الإداري) للمدير العام أو الوكيل أو مساعد الوكيل أن يكون له دور في هذه البرامج، لهذا تجده يبدي رأيًا أو يوجه ببعض المعايير أو خلافه، وهذا أمر قد يربك الموضوع بأكمله ويؤثر في (المدخلات). لهذا على صاحب الإدارة التنفيذية الوسطى أو الإدارة العليا أن تترك لفرق العمل المتخصصة في الثقافة والفنون إكمال مهامها دون تدخل مباشر من الإداريين أيا كانت درجتهم الوظيفية. وعلى القائد الإداري في النهاية أن يعتمد قرار فرق العمل.
ملحوظة2:
نتمنى ألا يكون (للتقدير) في مرحلة الثانوية العامة أو البكالوريوس أو الماجستير دخل في ترشيح المتقدمين للبرنامج الثقافي، لأن الفنون لا تقاس بالتحصيل العلمي، التحصيل العملي شيء والفنون شيء آخر، وأن تكون هناك معايير بديلة تقيس استعداد المتقدمين لدراسة الفنون، وهي معايير يعرفها جيدًا المتخصصون في الفنون ولا يعرفها القائد الإداري بالضرورة.
ملحوظة3:
إذا حصل خطأ في المدخلات وكانت ضعيفة، فإن المخرجات ستكون هي الأخرى ضعيفة، ترشيح متقدمين يملكون حسًا فنيًا، ويملكون موهبة حقيقية، وبدون (وساطات) هي الطريق الأسلم للحصول على ثروة وطنية في مجال الثقافة والفنون.
أخيرًا الفنون هي المجال الذي لا يقبل الواسطة، والواسطة فيه (تفتضح) بسهولة، لا يحتاج الأمر إلى مراقبين ولا مفتشين، المنتج الفني يشاهده الجميع.