د.عبدالعزيز الجار الله
بدأ العالم يفكر اقتصاديًا ويعيد فتح ملفات التنمية والاستثمار بدلاً من الحروب، كانت إيران قد أشعلت نفسها منذ عام 1979م، وأشعلت منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، وكانت مادة الاحتراق الأسلحة والقوة العسكرية والاقتصاد، والبداية من: الحرب الإيرانية - العراقية 1980م، حتى مقتل قاسم سليماني 2020م. صراع مظاهرات شعبية في إيران لا تنتهي، ومظاهرات في لبنان لا تتوقف، وحرب أهلية في سورية واليمن والعراق، ومخاوف في الخليج وحذر.
كانت النصائح تطالب بتجنيب المنطقة الحروب والتركيز على التنمية في الشرق الأوسط، لقد تعبت المنطقة من المعارك المفتوحة: حروب العرب مع إسرائيل، وحروب العرب مع إيران، والحروب المتوقعة بين العرب وتركيا في ليبيا، و حروب الربيع العربي، وتدخل أمريكا وروسيا مباشرة في حروب الشرق الأوسط، استنزفت أمريكا وروسيا في حروب لا تنتهي في العراق وسورية لسنوات طويلة، أمريكا من عام 1991م وروسيا من عام 2015م، والآن يتم التحضير لمعارك في ليبيا.
هذه الحروب استنزفت في كل سنة مليارات الدولارات، واستهلكت موارد النفط في إيران والعراق وليبيا ودول الخليج العربي، تحولت فيه قطر إلى خزانة للصرف على الحروب، وخسرت الصين التجارة التي كانت ستتحصل عليها لو كان الشرق الأوسط في حالة استقرار والمنطقة هادئة، وقد بدأت المنطقة في مشروعات التنمية.
الشرق الأوسط لا يحتاج إلى حروب وحرائق مدن من جديد، ما يحتاجه هو استقرار وتنمية وتنامٍ اقتصادي بين الدول، واليوم تبحث روسيا عن حل الأزمات في سوريا ولبنان وإيران وليبيا ووقف استنزاف الاقتصاد، وإمريكا تطلب من العراق مقابل خروج قواتها أن يدفع العراق ثمن قاعدتها العسكرية التي أقامتها في العراق، وهي كلفة غالية جداً، ثم هل تستمر هذه الدول أمريكا وروسيا والصين في مسلسل خسائر الاقتصاد الذي أدى إلى المواجهة بينها، رغم أن الأموال تمت باستنزاف دول المنطقة العربية وتوجيه معظم ميزانياتها للحروب.
قد يكون مقتل سليماني والمظاهرات في إيران والعراق ولبنان مدخلاً لتفاهمات قادمة توقف الحروب واستنزاف الموارد المالية، التي بدأت الخسائر والحرب تتسع على الدول الكبرى وتقترب من أوروبا.