«الجزيرة» - تقرير - محمد المنيف:
تلقت صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون (مساحة) بعد افتتاحها الأسبوع الماضي الكثير من الرضى على المستوى العام من التشكيليين، لأهميتها في تاريخ الفن السعودي وبما ستحظى به من اهتمام معهد مسك، توجت تلك المشاعر من التشكيليين بكلمات معبّرة، من صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بحديث واكب عرضًا عن الصالة أعده معهد مسك خلال زيارة سموه للصالة ليلة الاحتفاء بافتتاحها وجولته على المعرض المقام بالمناسبة رافقه في الجولة معالي الأستاذ بدر العساكر، حيث قال سموه: (جئت للصالة قبل أعوام كزائر ومسؤول، لكن الحقيقة أن الترميم الذي حظيت به الصالة حاليًا يشكر عليه الإخوان في وزارة الثقافة ومعهد مسك على ما قاموا به، مضيفًا سموه أن الجهد السعودي دائمًا بحمد لله مشرف، كما دعا سموه كل مهتم بمختلف الفنون وبالذات الفن التشكيلي إلى زيارة هذا المعرض الجميل).
كما علق الأستاذ بدر العساكر في تغريدته قائلاً: (حكاية مكان هي القصة التي نرسمها مجددًا بعد 35 عامًا تمر على صالة الأمير فيصل بن فهد التي تسمت باسم رائد من رواد الفنون، مشيرًا إلى أن إعادة الصالة جاء بتوجيه من ولي العهد لتسهم «مسك» بهذا الجهد برئاسة الأمير بدر آل سعود وزير الثقافة لجعل عودة الصالة نبض الفن السعودي أكثر وهجًا)، مقدمًا شكره للأمير نواف بن فيصل لحضوره المناسبة.
من جانب آخر قام وزير الثقافة الأمير بدر آل سعود بزيارة لصالة الأمير فيصل بن فهد (مساحة) اطلع خلالها على ما أنجز من جهود أصبحت فيه الصالة معلمًا إبداعيًا تعتز به العاصمة الرياض ويمتد إلى كل أنحاء الوطن واطلع على الأعمال التي ازدانت بها الصالة لنماذج مختلفة من أجيال الفن السعودي.
مبادرة معهد مسك تستحق الاهتمام
صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون (مساحة) المولود الأهم عند الفنانين التشكيليين بحجم حاجتهم الماسة لهذه الصالة لتحريك الساكن من المعارض الفردية والجماعية دفعًا لطموح التشكيليين وخصوصًا الشباب، إذ إن المتوقع أو كما استشرفناه من الأستاذة ريم السلطان المدير التنفيذي لمعهد مسك أن صالة مساحة ستكون منبرًا وملتقى للتشكيليين عبر برامج ومعارض تتناسب مع التوجه الجديد الذي يوافق العصر ويخدم أجيالاً مع الاحتفاظ بتاريخ الصالة للتذكير بما حظيت به من تشريف على أعلى مستوى في مقدمتها افتتاح خادم الحرمين الشريفين (أمير الرياض سابقًا) المعرض الخيري لمؤسسة عبدالرحمن السديري مع ما تشرفت به الصالة من ولي العهد عام 1424هـ بافتتاح معرض وفاء الخيل لفناني جدة تخليدًا لذكرى الأمير أحمد بن سلمان -رحمه الله-.. إضافة إلى بعض من الشخصيات من مسؤولين وسفراء وقيادات ثقافية للمعارض عربية وخليجية.
ماضٍ حافل ومستقبل مشرق
الكتابة عن صالة الأمير فيصل بن فهد (مساحة) تشكل بالنسبة لي ذكريات لا تغيب عن ذاكرتي بحلوها ومرها، إلا أن ما حظيت به من تشريف كان بمنزلة البلسم والعلاج الناجع لكل موقف مررت به (المحرر) عند إدارتي لها على مدى خمسة عشر عامًا، فالصالة تعد الأولى على مستوى المملكة قدمها المرحوم الأستاذ صالح البكر مدير عام معهد العاصمة النموذجي وقت إدارته للمعهد هدية للإبداع الثقافي والتشكيلي وبدأت الصالة في استقبال المعارض والمناسبات الثقافية منذ افتتاحها عام 1406هـ ومن ثم أطلق عليها اسم الأمير الراحل رائد الثقافة والإبداع السعودي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب عام 1420هـ لتحتضن عددًا من المعارض التي كان من أبرزها تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميرًا للرياض لافتتاح معرض خيري لمؤسسة عبدالرحمن السديري، كما تشرفت بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لافتتاح معرض وفاء الخيل عام 1424هـ لفناني جدة، كما افتتحت معارض لاحقة بتشريف من صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز وأخرى من كل من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمهم الله- وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز ومعالي وزير المعارف الدكتور محمد أحمد الرشيد -رحمه الله- وعدد من وكلاء الوزارات ومديري التعليم وعدد من المسؤولين، كما استضافت الصالة بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب كثيرًا من المعارض العربية والعالمية لمختلف الفنون البصرية.
حكاية مكان يوثق فنون الوطن
كتابات تشبه المعلقات تحملها الصالة على صدرها اعتزازًا بتاريخها، فقد قام معهد مسك ضمن ما أعد لمعرض (حكاية مكان) من تنظيم يليق بالمناسبة بكتابة عبارات منتقاة تختصر المسافة وتوثق المراحل وتحفظ حقوق من عملوا في الصالة ومن كان له دور في نهضة الفن التشكيلي من فنانين وفنانات من أجيال. منها ما قيل عن معرض حكاية مكان... إنه معرض يحتفي بتاريخ صالة الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- للفنون التشكيلية بالرياض بمناسبة مرور 35 عامًا على تأسيسها، وذلك من خلال عرض أعمال فنية وصور أرشيفية توثق أهم الأحداث الفنية التي مرت على الصالة خلال العقد الأول من افتتاحها. معلنة هذا المعرض بداية لمرحلة جديدة في حكاية هذا المكان ودوره القادم في خدمة الفن والفنانين، لتضم الصالة بين جدرانها عديدًا من المرافق الجديدة التي تتاح لأول مرة للزوار من محبي الفنون في المملكة وتصبح مجتمعًا فنيًا نشطًا ومتجددًا.
حيث يعرض ما يزيد على 70 عملاً فنيًا منها أعمال عرضت في المعارض التي أقيمت في الصالة في الفترة (1405هـ إلى 1415هـ)، كما يقدم عددًا من المواد الأرشيفية النادرة من صور، وقصاصات صحف، ومقتطفات من كتيبات لم يعد بالإمكان الوصول إليها ليتعرف الزوار على الدور الذي لعبه هذا المكان في دفع الحركة التشكيلية في الرياض قدمًا قام فريق إعداد المعرض بجهد كبير لتقتفي أثر اللوحات التي عرضت في الصالة قبل 35 عامًا وتم بتوفيق من الله العثور على بعضها، كما بذل مجهود آخر للمواد الأرشيفية وجمعها من خلال البحث في أرشيفات المؤسسات الحكومية العامة، وأرشيفات الأفراد من الفنانين وذويهم ومحبي الفنون.
هذا وقد كان لذاكرة رجال معهد العاصمة والأمناء الذين تعاقبوا بالعمل على رعاية الصالة دور مهم في كتابة فصول هذه الحكاية التي تأمل بأن يستمتع الزائر الكريم بقراءة فصولها التي نسجناها معًا.
معلومات تستحق أن تذكر
تضمن معرض (حكاية مكان) عبارات خصصت لها مساحات مناسبة بين جنبات المعرض منها ما يخص الأمير فيصل بن فهد التي جاء فيها (لا يمكن الحديث عن الحركة التشكيلية السعودية في الثمانينيات والتسعينيات الميلادية من القرن العشرين دون ذكر الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-، حيث شغل منصب الرئيس العام لرعاية الشباب وحرص فيها على تقديم كل ما يمكن لدعم الفن والفنانين كما كان الأمير فيصل بن فهد يحظى بمكانة خاصة في قلوب الفنانين، حيث حرص على الحضور في معظم المناسبات الفنية لتشجيعهم فاشتهر بلقب «أمير الشباب» على الرغم من كبر حجم مسؤوليات الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
الجدير بالذكر أن كثيرًا من هذه المعارض والمسابقات الرسمية الكبرى أقيمت في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية منذ افتتاحها، لذا لم يكن من المستغرب أن قرر المعهد تغيير اسمها إلى «صالة الأمير فيصل ابن فهد للفنون التشكيلية» خاصة أنه كان من طلبة المعهد في صباه وترك فيه بصمة واضحة.
كما تضمنت تلك المعلومات مساحة بعنوان: (رجال الصالة وراء كل رحلة نجاح)، جاء فيها: (كان لزامًا أن يعين بالصالة من يقوم بشؤونها، حيث كانت بحاجة إلى مدير أو مشرف يقوم بشؤون تنسيق المعارض وتنظيم الجدول السنوي وزيارات الوفود الخاصة، كما أنها بحاجة إلى حراس أمن يحفظون سلامة معروضاتها الفنية ليل نهار، ونظرًا لكون الصالة تابعة لمعهد العاصمة تم تكليف الأستاذ إبراهيم بن ناصر الفصام الذي كان يعمل وقتها معلمًا للتربية الفنية بالمرحلة الابتدائية في معهد العاصمة، ليشغل منصب أول مدير للصالة وذلك في عام 1406هـ، وقد استمر بالعمل فيها 4 سنوات أشرف خلالها على جميع المعارض التي أقيمت منذ افتتاحها حتى عام 1410هـ. استلم راية الصالة من بعده الأستاذ محمد بن عبدالعزيز المنيف الذي عمل مديرًا لها نحو 15عامًا بمساندة من الأستاذ خالد بن محمد المانع، وقد شهدت الصالة خلال فترة عملهما عديدًا من الأنشطة الكبرى والتحولات من أهمها تغيير الاسم إلى صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية تقديرًا لجهود الأمير -رحمه الله- في رعاية الشباب.
ومن ضمن ما كتب في تلك المساحات عبارات بعنوان (العقد الأول من العمر) جاء فيه: (أصبحت الصالة منذ أن فتحت أبوابها مكانًا مفضلاً لإقامة المعارض في مدينة الرياض، حيث أقيم فيها 92 معرضًا في الأعوام العشرة الأولى من عمرها، أي ما معدله 6 معارض في العام الواحد. وقد كانت هذه المعارض متنوعة من حيث الجهة المنظمة لها ومن حيث نوع النشاط، كما أن منها ما هو دولي.
المشاركون في معرض حكاية مكان
جمع معرض حكاية مكان نخبة من التشكيليين من مختلف المراحل حيث شارك كل من الفنانين (إبراهيم الفصّام، إبراهيم بوقس، أحمد المغلوث، أحمد طيّب منشي، اعتدال عطيوي، حمزة باجودة، زمان الجاسم، سامي البارّ، سعد العبيّد، سلوى الحقيل، سمير الدهام، شريفة السديري، صالح بن نقيدان، صالح خطّاب، صفية بن زقر، ضياء عزيز ضياء، طه صبّان، عبدالحليم رضوي -رحمه الله-، عبدالرحمن السليمان، عبدالعزيز الناجم، عبدالعزيز عاشور، عبدالعظيم الضامن، عبدالله الشيخ -رحمه الله-، عبدالله المرزوق، عبدالله شاهر، عبدالله نواوي، على الرزيزاء، فايع الألمعي، فهد الحجيلان -رحمه الله-، فهد الربيّق، فؤاد مغربل، فوزية عبداللطيف، فيصل المشاري، فيصل سمرة، محمد الرصّيص، محمد المنيف، محمد سيام -رحمه الله-، مريم مشيّخ، مفرح عسيري، منى القصبي، ناصر الموسى، نبيل نجدي، هدى العمر، هشام بنجابي، هناء الشبلي، يوسف جاها.