منذ ذلك النهار الذي التقيت بك وأنا أنسج من نفسي لك أياماً وشموساً وأقمارا ..
منذ اللحظة التي دفعتُ بها باب الصٌبح عليك وأنا مرتبطة بك؛ للحد الذي أنساني ما كانت الصباحات عليه قبلك..
طالما رأيتك مختلفاً خُلقت من صدق وقوامك تربةُ قمر ..
طالما وجدتك المصحح لكل خطأ،
المشيد لكل سقوط، الحب لكل كره والتمام لكل نقص، طالما كنت في عيني الحظ المذهب الذي خبَّأهُ الله لي..
كثيراً كنتُ أردد أنك تشبهني؛ تشبه نيتي لك وصفاء وجودي وانطباعي.
كنتُ أشعر أنني طوال عمري مخبَّأة لا يشعر بي أحد ولم يمسسني بشر.
كانت تمطر كثيراً وكنت لا أبتل؛ جفاف صدري كان أقوى من البلل.
فرحتُ بك كثيراً حتى أنني شعرت وكأنني أرقصُ في قوالب التوت والزهر ...
سألت نفسي هل الجميع يرى ما أراه بك أم أنك خاصتي؛ هل الدنيا من الممكن أن تنحصر في بشر؟!
هل من المعقول في غيابه أن تموت فرحتي بالغيم والحب والمطر؟!
تضاربت دموعي صرخت من أعمق شيء كان بي.
كيف كنت أعتقد أنك تفهمني وأنت بكل هذا الهروب؟!
كيف كان في بال قلبـي أنني قد أتممت عليك طمأنينتي ورضيت
لك العشق سنينا؟!
العالم كله انحصر بين حاجبيك في عيني تخيل لو أنك رفضتني ... ماذا سيحل بالعالم الذي حصرته!
كيف يمكنك أخذ الدنيا من صدري بهذه السهولة، وتركي أجوب على نفسي بلا دنيا ولا نجاح ولا بشر!!
اعتقدت للحظة بأنني أبالغ بك
وأنني أُصعدك السماء فتنهمر
أيعقل؟!
أن يمر الصٌبح والعمر بدونك وأن أنام وأنت تعطيني ظهرك من الملل ..؟!
أيعقل؟!
أن أتأنق دون تصفيقك وعباراتك وأغنياتك؟!
«طهر»
هذا ما أردتك وما نظرتك وما اخترتك عليه، وما كان في داخل نفسي عند ذلك اليوم سواه .
«طهر»
عندما أسعى لفرحك وأجتهد لجهدك وأحاول لأجلك..
وقتما أحلم معك وألون الأيام لك وأكتب الحب لعينك..
ينحصر الشعور بك ويزداد بك ويتمادى لقلبك..
عندما أكبر بجوارك وأنجح لذلك .
انفصال الأرواح المتشبثة كـانفصال الجسد عنها تماماً..
رأيتك كاليقين وكل العالم ظن..
اعتنيت بك ووقتما تُحب أنثى كيف تعتني؟
ولنفترض أنني فعلت ما كان ماذا بعد؟
«طُهر».... أسميتك ولمستك وعشتُ معك ولم أدنس ذلك بأدنى ما يكون..
النوايا التي تحبون بها هي التي ستستمر..
الحٌب نيةً فأحسنوه يُستحسن لكم !!
** **
- شروق سعد العبدان