سلطان بن محمد المالك
في مساء ربيعي جميل ذهبت لأحد المقاهي القريبة من منزلي لغرض الاستمتاع في المكان الجميل وإنجاز بعض الأعمال المطلوب مني إنجازها سريعاً. في المقهى الجميل وجدث ثلاثة من شبابنا الرائع هم من يدير ويقدم الخدمة في المقهى وباحترافية تامة. بقدر ما استمتعت في المكان كانت سعادتي أكبر أن أشاهد مثل هؤلاء الشباب يمارسون أعمالاً كانت محصورة فقط على الوافدين.
في الآونة الأخيرة انتشرت العديد من المقاهي الحديثة أو ما يطلق عليها (الكوفي شوب) والمتخصصة بتقديم مختلف أنواع المشروبات الساخنة والباردة والأنواع المختلفة من الكعك والفطائر، كأحد الأماكن التي يبحث عنها الكثيرون للترويح عن النفس أو اللقاء بالأصحاب والأحبة. وتمتاز هذه المقاهي بجمالية المكان ونظافته وجاذبيته وديكوراته الراقية والغريبة في شكلها، كل ذلك في سبيل جذب وشد انتباه (الزبون) ليحضر ويجلس فيها لقضاء بعض الوقت.
أدى تزايد انتشار مثل هذه المقاهي في مختلف المدن والأسواق والمجمعات التجارية إلى فتح مجال جديد للباحثين عن عمل من الشباب السعودي من الجنسين من خلال توظيفهم في وظائف مناسبة وذات دخل معقول في هذه المقاهي كمقدمي طلبات أو معدين لها، بل إن العديد من هذه المحلات أصبحت تتنافس فيما بينها بالتميز بتواجد العاملين لديها من الشباب السعودي نظرًا لقبولهم وتفضيلهم من قبل الزبائن على العاملين الآخرين من جنسيات أخرى، وأصبح الغالب أن ترى شبابًا سعوديًا مدربًا تدريبًا جيدًا يستقبلك بلهجة محلية وابتسامة يمارس العمل بهذه الأماكن، حتى أن بعضها يديرها ويملكها ويعمل بها أصحابها من شباب سعودي وهذا هو الجميل والمطلوب.
نقول شكرًا لملاك وأصحاب هذه المقاهي على تشجيعهم ودعمهم للشباب للعمل لديهم، وهذا هو المطلوب وهو أحد أهم طرق إنجاح السعودة، والنصيحة لكل شاب لم يجد عملاً أن يلتحق بهذه الأعمال كموظف أو مستثمر، فالعمل أيًا كان نوعه ليس عيبًا بل العيب البقاء دون عمل ورفض الفرص المتاحة حاليًا للشباب للعمل في مهن ووظائف احتكرها عمالة أجنبية.