عبدالعزيز بن سعود المتعب
لست بصدد توضيح أمر بديهي، لا يخفى على أحد، وهو الفرق بين (الشعر والنظم). فعلى امتداد تاريخ سنوات الشعر الفصيح وصنوه الشعبي حسم النقاد والزمن هذه الإشكالية التي أبت إلا أن تستمر لوقتنا الحاضر، وربما يطول عمرها إلى ما شاء الله. من ذلك أن المتميزين في الشعر الفصيح جايلهم الكثير من الأسماء، ولكنها أفُلت، وبقي الشعر الحقيقي. ومن يَعُدْ -على سبيل المثال لا الحصر- لكتاب (الأغاني لأبي فرج الأصفهاني) يلحظ ذلك، وهو من أغنى الموسوعات الأدبية التي أُلفت في القرن الرابع الهجري. والأمر ينسحب على المتميزين في الشعر الشعبي؛ فقد نسي الناس الكثيرين ممن جايلوا الشعراء: راشد الخلاوي وابن لعبون وحميدان الشويعر والشيخ راكان بن حثلين والشيخ تركي بن حميد -رحمهم الله-، بل نسوا بعدهم أكثر من جايلوا المتميزين في وقتنا الحاضر، مثل الشعراء الأمير عبد الله الفيصل -رحمه الله- والأمير محمد السديري -رحمه الله- والأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبد المحسن وعبدالله بن عون وبدر الحويفي -رحمه الله- ومساعد الرشيدي -رحمه الله- على اختلاف تجاربهم؛ لسبب رئيسي، هو أن مَن ذكرتهم -على سبيل المثال لا الحصر- متميزون بوصفهم شعراء، وغيرهم الكثير ليسوا كذلك؛ وبالتالي فإن الزمن وليس الذائقة الرفيعة والمعايير النقدية الثابتة فحسب هي التي تُصفّي (الشعر من شوائب النظم)؛ لذا أتمنى على الجيل الجديد من الشعراء أن يضع هذه الجزئية نصب عينيه، ويقدموا ما يضيف للشعر الشعبي ولتجاربهم المتميزة لاحقًا كل ما يميز (بصمتهم في الشعر).
وقفة:
للشاعر بدر الحويفي -رحمه الله-:
من لا يقدِّر عنوتي ما نصيته
لو هو رجل تارد عليه المشاريه
ما دام يجهل شرهتي ما رجيته
ولا خفت سيَّاته ولا أرجي حسانيه