إبراهيم بن جلال فضلون
الكمد من نعوت المُحبين، لأنه حزن مجهول، يئن صاحبه ويتأوه فيضاً من قهر، هو أشد أحزان القلب، لا يجري معه دمع.. وليس هناك أعز على البشر من أوطانهم، فتفتت عليها أكبادهم حزناً، واعتصرت أفئدتهم دماً لأجلها، فقد لحق الربيع العربي بيوتنا، فانتصرت مصر ببيتها العربي، إذ ليس للكمد دواء إلا وصال المحبوب وسعادته وسمو مكانته واكتمال عافيته ... فبلداننا العربية تئن من ببث إشاعات الانهيار والتفكك وسواد الواقع والمصائب والأخطار حتى من الجار، فتلك سوريا لا عهد للدُب الروسي المنهمك فيها، ولا لحليف تُركي خائن، بل إرهابي غادر لوطنه وأمته، ولا لتُراهات شرطي العالم الخنوع لإسرائيل وماسونيته الجهولة، وإعلامي عُملاء إيران ممن اتخذ الإخوان منها مظلة لإرهاب لا دين له ولا وطن، فمن لهذا البلد؛ من سلب سعادتها وروحها؟! كما أرادوا باليمن الشقيق، فكانت لها التحالفات العربية، وتلك قوتنا، لكن من لسوريا؟!.
لنأخذ الدرس ولكم تطبيقه بدقة، ولكن ليس كما هو عبر تقنيات ثلاث كانت السبب في تحطم أية نفسيات بسلاح فاعل تم تنفيذه علينا ونحن نيام؟! فكانت كفيلة بالقضاء على رغبتنا في الحياة وصل إلى حد الموت الصامت «الموت كمداً». فإن كُنا اليوم لا نسمع سوى الأخبار السيئة، ونحن نتقبلها من دون وعي، ولا نفكر بعزتنا.
والحل: ينبغي علينا ألا نستمع إلى الأخبار السيئة، ولا إلى إرهاصات المُرجفين وتهويلاتهم، بل ينبغي أن نمنح أنفسنا ومن حولنا الأمل بمُقتبل أفضل، لكي نكسر التآمر الذي أراد الأعداء أن يصنعوه حولنا. فبعد انتهاء حرب أميركا مع كوريا قام الجنرال «وليام ماير» المحلّل النفسي في الجيش الأميركي بدرس واحدة من أعقد قضايا تاريخ الحروب في العالم، فقد تم أسر وسجن حوالي 1000 جندي أميركي في تلك الحرب في كوريا، ووضعهم داخل مخيم تتوافر فيه كل مزايا السجون العالمية، وكان مطابقاً للقوانين الدولية، ولم تكن تستخدم أساليب التعذيب المتداولة في بقية السجون، لكن التقارير كانت تشير إلى أن عدد الوفيات في هذا السجن أكثر من غيره من السجون. هذه الوفيات لم تكن نتيجة محاولة فر أو تعذيب، بل كانت ناتجة عن موت طبيعي! والسبب: أولاً: كانت الرسائل والأخبار السيئة فقط هي التي تصلهم، أما الجيدة فلا. تتلوها: أن يحكي السجناء على الملأ إحدى ذكرياتهم السيئة حول خيانتهم أو خذلانهم لأحد أصدقائهم أو معارفهم. وآخرها: أن يتجسس كل سجين على زملائه وله مكافأة، مما شجع جميع السجناء على التجسس على زملائهم، لأنهم لم يشعروا بتأنيب لضميرهم نتيجة تجسسهم،
هكذا الغازي (قرد-غان) يبعث برقيات تعزية لأسر شهداء جيشه ولم يرسل حرف عزاء لشهداء وطنه الداخلي، وهنا يُعزي إرهابه وأنانيتة «نبع السلام»، بشمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي «بي كا كا/ ي ب ك» و»داعش»، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وهنا السؤال أيها الحمقى: من الذي هربَ الدواعش من مخيمات تركيا وسوريا وإطلاقهم؟! ومن الذي ضرب بقوانين العالم الواهية عرض الحائط، وكأننا عُدنا لعصر (الفتوة) بالأفلام المصرية ... كل ذلك بحجة إحلال السلام لمن؟!.. لعودة اللاجئين السوريين أم تهديده لحمل 3.6 مليون مهاجر لأراضي القارة العجوز؟! كيف ونبع السلام هجرت أكثر من 191 ألف نازح ومُهدد لأكثر من مليونين آخرين.. على من يكذب ذلك الأحمق؟ وكأنه يُعاود كرات طهران وألاعيبها، بل إنها مهاترات الإخوان وتنظيمها الدولي.. لنعترف أنها تمكنت من تركيا بعدما فشلت بعالمنا العربي فمن «القاتل».
أنت أيها القرد الذي تقول: «لم تكونوا يوماً صادقين. الآن يقولون إنهم سيجمدون ثلاثة مليارات يورو (وعدوا بها تركيا في إطار اتفاق حول الهجرة). هل احترمتم يوماً وعداً قطعتموه لنا؟ لا». فهل وقع الغازي في شباك ترامب، كما ورطت سفيرة واشنطن في بغداد صدام حسين؟!..
وأخيراً: إن العقلية البشرية المنقادة وراء شعارات إخوانية إرهابية قبل الأفعال، هي قطعاً ستندم في المستقبل. وعلينا أيها العرب التعاضد والتكاتف، واستغلال كل معطيات العصر وعوامل القوة فيه، ومستجداته، لفرض وجودنا على الساحة الدولية، وتعزيز هيبتنا ونفوذنا، وضمان حقوقنا وسيادتنا واستقلالنا وكرامتنا ...