علي عبدالله المفضي
يغيب بعض الشعراء عن المشهد الشعري فنظن أنه قد توقف أو نضب معين الشعر لديه ثم لا نلبث أن نرى له نصاً رائعاً يشفع له ما سبق من غياب وكأنه يقول: نص جيد بعد غياب قد يطول أجدى وأجمل من حضور دائم وضعف متكرر.
ولا شك أن نضوج القصيدة وعدم التسرع في كتابة كل ما يطرق الخاطر مهم وضروري حتى لا يسقط الشاعر في هاوية الاسفاف والضعف ورداءة الطرح، والمتتبع لنتاج الشعراء يلاحظ أن الغزارة في كتابة الشعر غالباً ما تكون ملازمة للضعف وتكرار ما سبق أن قاله باختلاف بسيط تدركه العين الفاحصة دون عناءٍ أو مشقة.
وللإنصاف فإن ما سبق لا ينطبق على الشعراء المتميزين الذين لديهم القدرة العجيبة على الجمع بين الغزارة والجودة وهم النوادر من الشعراء نظراً لتمتعهم باتساع الأفق والثقافة العالية سواء كانت ثقافة الاطلاع والتحصيل أو ثقافة المجالسة أو كلاهما معاً.