خالد بن حمد المالك
يُلاحَظ أن نظام إيران لا يعير اهتماماً للإيرانيين الثمانين القتلى في تفجير الحرس الثوري للطائرة الأوكرانية المدنية المنكوبة، فلا حديث عنهم، ولا تشييع لهم لعله يكفِّر ولو شكلياً عن الجريمة، ويهدئ من تأثر ذوي القتلى، ولا زيارات لهم، كما فعل المرشد والرئيس حين قُتل المجرم قاسم سليماني.
* *
فتصريحات وأحاديث قادة النظام الإيراني هي مجموعة من الأكاذيب لتبرير هذه الجريمة، بالاعتذار ومحاولة استرضاء الدول التي لها مواطنون كانوا من ضمن القتلى، بسبب ما يدعيه النظام المجرم من أنه كان بسبب خطأ غير مقصود، أما المواطنون الإيرانيون فهؤلاء منسيون وليسوا في حساب السلطة، أو أن هناك أي تفكير ولو بكلمة لتطييب خواطر أسرهم في هذا القتل الجماعي.
* *
ومَن يدري، فربما أن ما حدث كان مقصوداً ومتعمَّداً من النظام لقتل جماعي لمعارضين للنظام، وإلا كيف لا يعرف نظام الملالي أن هذه طائرة مدنية، وأنها في أجواء المطار، وأنه يمكن التواصل معها لمعرفة ما قد يكون خفي مما يدعيه نظام الملالي، قبل إطلاق الصاروخ الذي أودى بحياة الإيرانيين وغير الإيرانيين، في جريمة يُسأل عنها المرشد علي خامنئي والرئيس روحاني، وكل من شارك معهما في هذا العمل الإجرامي الدامي.
* *
لاحظوا أن المظاهرات الكبيرة التي طافت عددًا من المدن الأمريكية كانت ترفع الاحتجاج على النظام الإيراني، مطالبة بالاقتصاص لدم القتلى الإيرانيين، وكأنها تؤكد أن هؤلاء القتلى ذهبوا ضحية جريمة مخطط لها، وليست مصادفة، أو خطأ غير مقصود، بدليل أن المتظاهرين كانوا يمزِّقون صور المرشد، وينعتونه بالدكتاتور، ويطالبونه بالرحيل.
* *
إيران دولة فاشية وقاتلة، ونظامها مجرم ودموي، ولا يعير للأنظمة الدولية أي اهتمام، وهناك من الدول من يدافع عن هذا السلوك، وأخرى من تتعاون مع إيران وتتفهَّم مواقفها، وتحاول أن تسترضيها، ربما اتقاءً لشرها، أو خوفاً من أن ينالها ما نال غيرها من عدوان آثم، ما شجعها على استمراء سياسة القتل والعدوان، والاستمتاع بمشاهدة دماء الأبرياء.
* *
تفجير الطائرة المدنية، أو اعتقال السفير البريطاني، أو ضرب القواعد الأمريكية، وقبل ذلك تفجيرها لناقلات البترول في المياه الدولية، ومثل ذلك تفجيرها لمنصات البترول في المملكة، ثم دورها الإجرامي في سوريا والعراق ولبنان واليمن، كل هذه تكشف عن أنها كانت تجد نفسها في مأمن من العقوبات، قبل أن يتصدى لها الرئيس ترامب، ويضعها في زاوية ضيقة بالعقوبات الاقتصادية الصارمة، ومن تم قتل المجرم قاسم سليماني.
* *
إن على العالم الحر، أن يتفاعل مع العقوبات الأمريكية، ويكون شريكاً مع الولايات المتحدة في زيادة الضغط على نظام الملالي، ليكون هذا النظام المجرم دائماً في دائرة الخطر إن لم يتراجع عن سياسة التدخل في شؤون الدول، ويتخلى عن إيذاء وقمع الشعب الإيراني، وما لم يكن جزءًا من المنظومة الدولية في محاربة الإرهاب، فطهران أصبحت تشكِّل خطراً على الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، طالما أنها لم تؤدَّب بما يكفي لمنعها من مواصلة جرائمها.